تقارير التسلح

مصر تطلب رسميًا منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتقدمة NASAMS بقيمة 4.67 مليار دولار

"تعزيز الدفاع الجوي المصري: صفقة تاريخية لشراء منظومة NASAMS الأمريكية "

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة محتملة لبيع منظومة الدفاع الجوي الوطني المتقدم NASAMS إلى الحكومة المصرية، مع عناصر الدعم اللوجستي والتقني المرتبطة بها، بقيمة تقديرية تصل إلى 4.67 مليار دولار. وأعلنت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA) أنها أبلغت الكونغرس رسميًا بهذه الصفقة في 24 يوليو 2025.

 

مكونات الصفقة العسكرية

تشمل الصفقة مجموعة متكاملة من الأسلحة والمعدات والأنظمة الحديثة، أبرزها:

4 أنظمة رادار Sentinel AN/MPQ-64F1 مع معدات الدعم.

100 صاروخ AMRAAM-ER متوسط المدى مخصص لاعتراض الأهداف الجوية.

100 صاروخ AIM-120C-8 AMRAAM، إضافة إلى قطع غيار توجيه وتحكم.

600 صاروخ AIM-9X Sidewinder Block II قصير المدى.

150 صاروخ تدريبي AIM-9X CATM.

وحدات توجيه تكتيكية وأجهزة محاكاة وتحكم، من بينها:

مراكز توزيع نيران (FDC).

أنظمة الإطلاق من الحاويات.

أنظمة كهروبصرية/حرارية متقدمة.

أنظمة مراكز السيطرة التكتيكية (Tactical Control Centers).

أجهزة تدريب صفية NASAMS.

أنظمة اتصال مشفرة IPS 250X.

أنظمة تحديد الصديق من العدو (IFF).

أجهزة GPS عسكرية (DAGR) مقاومة للتشويش.

معدات دعم وتشغيل وصيانة وقطع غيار وتدريب تقني ولوجستي.

 

أهداف الصفقة وآثارها الاستراتيجية

وفقًا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية، تهدف الصفقة إلى تعزيز قدرة مصر – الحليف الإقليمي غير العضو في الناتو – على مواجهة التهديدات الجوية المتصاعدة، وتوفير وسيلة فعالة لحماية أجوائها من الطائرات المعادية والصواريخ والطائرات المسيّرة. كما تعزز الصفقة الأهداف الأمنية والسياسات الخارجية للولايات المتحدة من خلال دعم دولة يُنظر إليها كعنصر استقرار سياسي واقتصادي في الشرق الأوسط.الصفقة لن تؤثر على ميزان القوى العسكرية الإقليمي، إذ أن إدخال هذه المنظومة يُعد تطورًا نوعيًا في الدفاع الجوي المصري دون تغيير جذري في المعادلة العسكرية العامة، بحسب المسؤولين الأمريكيين.

 

تفاصيل التنفيذ والدعم الفني

ستتولى شركة RTX Corporation (رايثيون سابقًا) – ومقرها أندوفر، ماساتشوستس – تنفيذ الصفقة كالمتعهد الرئيسي. ولن تتضمن الصفقة أي اتفاقيات “تعويض” (Offset) معروفة حتى الآن، أي لا يُشترط تصنيع أو نقل تكنولوجيا إلى مصر مقابل الشراء.

يتطلب تنفيذ الصفقة إرسال حوالي 26 موظفًا حكوميًا أمريكيًا و34 ممثلًا عن الشركة المتعهدة إلى مصر، للعمل في المراحل التالية:

إزالة تغليف الأنظمة وتسليمها ميدانيًا

اختبارات الأداء والجاهزية

تدريب الكوادر المصرية

الدعم التقني واللوجستي المستمر

السياق السياسي والعسكري

تأتي هذه الصفقة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحولات أمنية متسارعة، خصوصًا في ظل التهديدات المتزايدة من الطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى في المنطقة. وكانت مصر قد عملت خلال السنوات الأخيرة على تنويع مصادر تسليحها وتحديث أنظمتها الدفاعية، بما في ذلك تعزيز قدرات سلاح الجو والدفاع الجوي.

منظومة NASAMS تعتبر من بين أكثر أنظمة الدفاع الجوي مرونة وتطورًا في العالم، وهي مستخدمة حاليًا من قبل عدد من الدول، بما فيها النرويج، الولايات المتحدة، وأوكرانيا. وتُعرف المنظومة بقدرتها على التعامل مع أهداف متعددة وتوفير تغطية واسعة المدى في المناطق المدنية والعسكرية على حد سواء.

 

خطوة استراتيجية تعكس التحولات في العقيدة الدفاعية المصرية

طلب مصر الحصول على NASAMS يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية تطوير الدفاع الجوي في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. ومن المتوقع أن يعزز إدخال هذه المنظومة من قدرات الردع المصرية، ويساعد في حماية الأصول الحيوية والبنية التحتية من التهديدات الجوية.

 

مع انتظار الموافقة النهائية من الكونغرس وتوقيع الاتفاق الرسمي، تمثل هذه الصفقة تحولًا نوعيًا في الشراكة الدفاعية بين مصر والولايات المتحدة، وترسيخًا جديدًا لدور مصر كقوة إقليمية تُعيد هيكلة منظومتها الدفاعية لمواكبة المتغيرات الجيوسياسية.

 

إقرأ أيضا…

ترامب: الولايات المتحدة ليست ملزمة بمستوى إنفاق الناتو على الدفاع

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى