روسيا تضرب خطوط الإمداد الأوكرانية في كراسنوأرمييسك: معارك محتدمة وطرق إمداد مقطوعة

في تطور ميداني لافت على جبهة دونيتسك، أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، أن القوات الروسية تمكنت من شل قدرات الجيش الأوكراني اللوجستية في مدينة كراسنوأرمييسك (التي تُعرف أوكرانيًا باسم بوكروفسك) والمدن المجاورة، وعلى رأسها ديميتروف (أو ميرنوغراد). التصريحات، التي جاءت خلال بث مباشر على قناة “روسيا-24″، تعكس مرحلة تصعيد ميداني واضح، حيث تشهد المنطقة معارك عنيفة وقطع شبه تام لخطوط الإمداد والانسحاب للقوات الأوكرانية.

تراجع القدرة الأوكرانية على التحرك والتموين

أكد بوشيلين أن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات بالغة في تأمين الذخيرة وتدوير وحداته القتالية داخل كراسنوأرمييسك، وهو ما يجعل الوضع الميداني حرجًا للغاية. ورغم أن المدينة لم تدخل بعد في حالة تطويق كامل، إلا أن القوات الروسية تمكّنت من تقليص قدرات الخصم على المناورة بشكل كبير. الأمر لا يتعلق فقط بوقف تقدم القوات الأوكرانية، بل بمنعها من مجرد المحافظة على مواقعها أو حتى الانسحاب المنظم إذا لزم الأمر.

ديميتروف في قلب المعركة: طرق الإمداد مقطوعة بالكامل

على بعد كيلومترات من كراسنوأرمييسك، وفي ديميتروف تحديدًا، تؤكد المعطيات الميدانية أن الجيش الروسي تمكّن من قطع طرق الإمداد الحيوية بعد السيطرة على بلدة نوفوايكونوميشتشيسكويه. ووفقًا لبوشيلين، أصبحت القوات الأوكرانية في تلك المنطقة محاصرة فعليًا، حتى وإن لم يكن الطوق العسكري محكمًا تمامًا من الناحية الجغرافية. “حتى الرغبة في التراجع باتت مستحيلة”، على حد تعبيره، ما يشير إلى حالة اختناق عسكري قد تتحول إلى انهيار دفاعي خلال أيام إذا استمر الضغط الروسي بالوتيرة ذاتها.

معارك شرسة في عقدة كراسنوأرمييسك-ديميتروف

تشهد المنطقة الممتدة بين كراسنوأرمييسك وديميتروف معارك توصف بأنها من الأعنف منذ أسابيع، في ظل محاولة الجيش الروسي استغلال انهيار الإمدادات وتشتت الدفاعات الأوكرانية للسيطرة على نقاط استراتيجية جديدة. وبحسب بوشيلين، فإن القوات الأوكرانية تعاني حاليًا من ضعف في التصدي للهجمات الروسية نتيجة “الشلل اللوجستي”، وهو ما يضعها أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما الصمود في مواقع بدون تعزيزات أو الانسحاب تحت القصف والنار.

اقرأ أيضاً…

فضيحة فساد كبرى تهز الجيش الأوكراني: كييف تكشف شبكة تلاعب في صفقات الدفاع

هل اقتربت لحظة الحسم في دونيتسك؟

القراءة العسكرية لهذا التحول تفتح الباب أمام سيناريوهين محتملين في المرحلة المقبلة. الأول، أن تتمكن روسيا من إتمام تطويق كراسنوأرمييسك والسيطرة على ديميتروف بالكامل، وهو ما قد يمنحها تقدمًا ميدانيًا كبيرًا في إقليم دونيتسك. أما السيناريو الآخر، فيتمثل في هجوم مضاد أوكراني عاجل لإعادة فتح ممرات الإمداد، وهو أمر قد يكون محفوفًا بالمخاطر في ظل السيطرة النارية الروسية على المنطقة.