ضربة جوية غير مسبوقة: S-400 وبراهموس يغيران قواعد اللعبة في عملية سيندور

واصلت القوات الجوية الهندية تصدر عناوين الأخبار بنجاحها في استخدام نظام الدفاع الجوي S-400 وصواريخ BrahMos الأسرع من الصوت خلال عملية “Op Sindoor”. وفي كلمته خلال “محاضرة كاتري التذكارية” في بنغالورو، سلّط رئيس القوات الجوية الهندية، أ. ب. سينغ، الضوء بشكل خاص على الدور الاستراتيجي لنظام S-400 في توفير قدرة ردع استثنائية، بالإضافة إلى الدقة الفائقة لصواريخ BrahMos التي أثبتت أنها تغيّر موازين القوى خلال العملية.
تاريخيًا، ركّزت تكتيكات القوات الجوية الهندية على شنّ ضربات هجومية ضد الجارة الغربية للهند، باكستان، التي خاضت معها ثلاث حروب كبرى وعدة مناوشات. أعطت باكستان، باقتصادها وجيشها الأصغر، الأولوية لبناء قوة جوية دفاعية، بينما اضطرت الهند في السنوات الأخيرة للاستعداد للتهديدات المحتملة من الصين.
على الرغم من الاستراتيجيات العسكرية المعروفة، حققت الغارات الجوية الهندية ضد الأهداف الإرهابية والعسكرية في باكستان نجاحًا باهرًا، حيث عجزت أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية عن التصدي للهجمات أو إيقافها. وقد شكّلت عملية “سيندور”، التي شاركت فيها منصات أسلحة من دول مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وتركيا، نقطة تحول حاسمة.
شاركت في العملية أنظمة أسلحة رئيسية من دول مختلفة، وتمحور النقاش في معظمه حول تحليل فعالية هذه الأنظمة. وادّعى كل من الجانبين إسقاط طائرة الطرف الآخر خلال الجولة الافتتاحية للعملية. ومع ذلك، نظرًا لعدم عبور أي طائرة للحدود أو الاقتراب منها، فإن أي حطام كان سيسقط داخل أراضي كل منهما، وبالتالي، لا تزال الأدلة غير قاطعة.
بعد ثلاثة أشهر من العملية، بدأ مدى النجاح يتكشف. كشف قائد القوات الجوية الهندية أن نظام إس-400 الهندي أسقط خمس طائرات مقاتلة باكستانية، محققًا رقمًا قياسيًا في تدمير الأهداف الجوية على مسافة تقارب 300 كيلومتر، مدمرًا بذلك أصولًا جوية عالية القيمة (HVAA). إضافةً إلى ذلك، أُسقطت ثلاث طائرات باكستانية على الأقل من طراز إف-16 وطائرة سي-130 خلال غارات جوية.
الأسلحة الرئيسية المشاركة
دُعمت الغارات الجوية بأسلحة مثل صاروخ سكالب الفرنسي، وصواريخ كروز براهموس المضادة للأرض، وصواريخ سكاي سترايكر الهندية المحلية الصنع. وقد أثبتت صور الأقمار الصناعية وتحليلات الاستخبارات نجاح هذه الضربات. كما استُخدم صاروخ هاروب الإسرائيلي، وهو صاروخ كبير الحجم، بفعالية.
فشل نظام الدفاع الباكستاني، وخاصةً صاروخ إتش كيو-9 أرض-جو (سام) الصيني الصنع، وهو نسخة ضعيفة من نظام إس-300 الروسي، في اعتراض أي من الضربات الهندية. كانت مزاعم باكستان بإسقاط طائرات هندية باستخدام صواريخ HQ-9 SAM لا أساس لها من الصحة، حيث نُسبت جميع هذه المزاعم إلى صاروخ جو-جو PL-15 الصيني. كما استعادت القوات الجوية الهندية أجزاءً من صواريخ PL-15، كاشفةً أن باكستان استخدمت على الأرجح النسخة المُخصصة للتصدير من الصاروخ، والتي يبلغ مداها الأقصر 145 كيلومترًا مقارنةً بمدى النسخة الصينية البالغ 180 كيلومترًا.
أشاد خبراء عالميون بالإجماع بأداء نظامين رئيسيين: نظام S-400 SAM الروسي الأصل وصاروخ BrahMos المضاد للأرض، وكلاهما معروف بمداه الهائل وسرعة اشتباكه ودقته. كان لصاروخ BrahMos، الذي أُطلق بـ 15 صاروخًا على الأقل، ونظام S-400، الذي لا يزال عدد صواريخه غير معلن، دورٌ أساسي في نجاح الهند.
غارات جوية عبر الحدود
في الساعات الأولى من صباح 7 مايو 2025، شنت الهند غارات جوية على تسعة أهداف إرهابية في باكستان، مستخدمةً 24 سلاحًا بعيد المدى، استهدفت بشكل رئيسي معسكرات وبنى تحتية لجماعات مسلحة مثل جيش محمد وعسكر طيبة. نفذت الغارات طائرات رافال باستخدام صواريخ سكالب، وطائرات سو-30 إم كي آي التي أطلقت صواريخ كروز براهموس.
ردًا على ذلك، شنت باكستان عدة غارات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت مواقع عسكرية ومدنية هندية في إطار عملية “بنيان المرصوص”. وقد نجحت أنظمة الدفاع الجوي الهندية المتكاملة، وخاصةً نظام إس-400 ونظام أكاش المحلي للدفاع الجوي، في إبطال هذه الغارات.
في 9 مايو، ردت القوات الجوية الهندية بجولة أخرى من الغارات الجوية، استهدفت البنية التحتية العسكرية الباكستانية في مناطق متعددة، بما في ذلك المطارات وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين. وتعرضت المطارات في سكاردو ويعقوب آباد وبهولاري لأضرار بالغة. بالإضافة إلى ذلك، قام سلاح الجو الهندي بتحييد أنظمة HQ-9 الباكستانية صينية الصنع في لاهور، مؤكدًا بذلك التفوق الجوي للهند.
عقب هذه الضربات، ادعت باكستان زورًا تدمير منشآت صواريخ براهموس الهندية في بياس وناغروتا، بالإضافة إلى تحييد نظامي إس-400 في أدامبور وبوج. وقد دحضت هذه الادعاءات عندما زار مسؤولون هنود مواقع إس-400، ولم يُظهروا أي أضرار تُذكر.
طلبت باكستان وقف إطلاق النار عبر الخط الساخن للمديرية العامة للقوات المسلحة بعد أن عانت من ضغوط اقتصادية كبيرة وانتكاسات عسكرية. شكل وقف إطلاق النار، الذي استمر حتى 10 مايو 2025، توقفًا هشًا في الأعمال العدائية، لكن الهند أوضحت أنه يمكن شن ضربات مستقبلية ردًا على أي هجمات إرهابية تدعمها باكستان.

تحليل أنظمة الأسلحة
نظام صواريخ إس-400
نظام إس-400، الذي طورته روسيا، هو نظام صواريخ أرض-جو عالي الحركة قادر على تتبع وتدمير مجموعة متنوعة من الأهداف الجوية. يصل مدى راداره إلى 600 كيلومتر، ويصل مدى اشتباكه إلى 400 كيلومتر. يحتوي النظام على أربعة أنواع مختلفة من الصواريخ لمواجهة مختلف التهديدات، بما في ذلك الطائرات، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية. أثبت أداء نظام إس-400 خلال العملية مصداقيته في الحروب الحديثة، حيث استهدف أهدافًا بسرعات تصل إلى 14 ماخ، واعترض صواريخ منخفضة التحليق. أثار حصول الهند على نظام إس-400 جدلًا واسعًا من الولايات المتحدة، لكنه أثبت قيمته في المواقف القتالية.
براهموس
براهموس هو صاروخ كروز أسرع من الصوت، طورته الهند وروسيا بشكل مشترك. يمكن إطلاقه من البر والبحر والجو، ويحمل لقب أسرع صاروخ كروز أسرع من الصوت في العالم، حيث تصل سرعته إلى 3 ماخ. استُخدم الصاروخ في كل من العمليات المضادة للسفن والهجمات البرية. وقد استعرض دقته وقوته التدميرية خلال عملية “سيندور”، حيث نجح في ضرب أهداف في عمق باكستان. لقد كان صاروخ براهموس جزءًا لا يتجزأ من قدرة الهند الرادعة، وسيظل حجر الزاوية في استراتيجيتها الدفاعية.
التأثير الاستراتيجي والتكتيكي
عزز نجاح نظامي إس-400 وبراهموس قدرة الهند الرادعة، لا سيما في التعامل مع التهديدات العابرة للحدود والإرهاب. وقد أظهرت هذه الأنظمة، ليس فقط ميزة استراتيجية، بل أيضًا تفوقًا تشغيليًا في سيناريوهات القتال الفوري. وفي المستقبل، سينصب التركيز على تعزيز القدرات الدفاعية للهند، وربما الحصول على نظامي إس-500 وسو-57، اللذين قد يوفران خيارات دفاع جوي وهجومية مُحسّنة.

يُعد التكامل الناجح للمنصات الروسية والهندية المحلية خلال عملية سيندور دليلًا على قوة الشراكة الدفاعية الهندية الروسية. ويُبرز أداء هذه الأسلحة، إلى جانب الضربات الدقيقة لسلاح الجو الهندي، القوة العسكرية المتنامية للهند واستعدادها لمواجهة أي تهديدات، بما في ذلك تلك القادمة من جيران مسلحين نوويًا.
مع تطلع الهند للمستقبل، لا تزال منظومة إس-500 (التي يصل مداها إلى 600 كيلومتر)، وطائرات سو-57 من الجيل الخامس، وتطوير صواريخ جوية بعيدة المدى مثل صاروخ جو-جو آر-37إم، قيد التطوير. مع هذه التطورات، تهدف الهند إلى تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل أكبر، وضمان استعدادها لأي طارئ، سواءً كان دفاعًا ضد التهديدات الإقليمية أو التوترات الجيوسياسية الأوسع.