زيلينسكي يناشد الحلفاء الأوروبيين منع تسليم الأراضي الأوكرانية لروسيا
زيلينسكي يضغط لتشكيل جبهة أوروبية موحدة ضد أي تنازلات إقليمية لروسيا

يحشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين لمنع أي تنازلات إقليمية لروسيا، عقب تصريح مثير للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشار فيه إلى أن أي اتفاق سلام مع روسيا قد يتضمن “تبادلًا للأراضي”. يشعر زيلينسكي ومسؤولوه بالقلق من احتمال إبرام اتفاق سلام قد يتضمن تنازل أوكرانيا عن أجزاء من أراضيها السيادية لروسيا، خاصة إذا جرت المفاوضات دون مشاركة أوكرانيا.
تزايدت مخاوف زيلينسكي بعد علمه أن ترامب يعتزم لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع المقبل دون حضور أي ممثلين أوكرانيين. وقد أثار احتمال عقد مثل هذا النقاش رفيع المستوى حول مستقبل أوكرانيا، خلف الأبواب المغلقة، قلقًا عميقًا في كييف، مما دفع زيلينسكي إلى السعي إلى موقف أوروبي موحد ضد أي تسوية إقليمية من هذا القبيل.
زيلينسكي يرفض التنازلات الإقليمية
في بيان عام، رفض زيلينسكي بشدة اقتراح ترامب بأن يكون تبادل الأراضي جزءًا من اتفاق سلام. وصرح قائلًا: “لن تُهِب أوكرانيا أراضيها للمحتل”. وأكد زيلينسكي أن الدستور الأوكراني ينص بالفعل على وحدة أراضي البلاد، ولن يحيد أحد في أوكرانيا عن هذا الموقف. ورغم مقترحات ترامب، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تقبل أبدًا أي اتفاق يتضمن تنازلات إقليمية، وخاصةً اتفاقًا من شأنه أن يُشرّع ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم واحتلالها لمناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريزهيا.
مخاوف أوكرانية بشأن سعي ترامب لحل سريع
تشعر إدارة زيلينسكي بقلق بالغ من أن ترامب، سعيًا منه لحل سريع للحرب، قد يُقدم لبوتين تنازلات إقليمية لإنهاء الصراع. ويزداد هذا القلق حدةً فيما يتعلق بالضم غير القانوني للمناطق الأوكرانية من قبل روسيا. أوضح المسؤولون الأوكرانيون أنه حتى لو رغب ترامب في إبرام مثل هذه الصفقة، فإنه يفتقر إلى السلطة القانونية والسياسية اللازمة لإجبار أوكرانيا على التخلي عن أراضيها.
وأشار المسؤولون الأوكرانيون أيضًا إلى أن أي اتفاق من هذا القبيل سيتطلب موافقة البرلمان الأوكراني، وقد عارض العديد من المشرعين، بمن فيهم أعضاء حزب زيلينسكي نفسه، بشدة أي تشريع من شأنه تسليم الأراضي الأوكرانية إلى روسيا.
الدعم الأوروبي ضد التنازلات الإقليمية
تأتي جهود زيلينسكي لتعزيز المعارضة الأوروبية للتنازلات الإقليمية في الوقت الذي يجري فيه مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم رئيس الأركان أندريه يرماك ووزير الأمن القومي رستم عمروف، محادثات مع القادة الأوروبيين. كما أجرى زيلينسكي مناقشات مع رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر ورئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، اللذين أعربا عن دعمهما لوحدة أراضي أوكرانيا. وكرر زيلينسكي هذا الرأي، مؤكدًا على الحاجة إلى سلام دائم يصون سيادة أوكرانيا ويرفض العدوان الروسي المستمر.
كما انتقد قادة دول البلطيق، بمن فيهم وزير خارجية إستونيا مارغوس تساهكنا، أي مقترحات من شأنها إجبار أوكرانيا على التنازل عن أراضٍ. وأكد تساهكنا أن تغيير الحدود بالقوة من شأنه أن يقوض الاستقرار العالمي، ودعا إلى سلام يحفظ السيادة والسلامة الإقليمية.
المقترحات الروسية والمخاوف الأوروبية
كشف مسؤولون أوكرانيون أن مقترحات روسيا قد تشمل تجميد خطوط المواجهة في المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا، مما قد يسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على أجزاء من دونيتسك ولوغانسك لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا. ورغم هذه المحادثات، يتزايد القلق من أن أي اتفاق قد يمنح روسيا ميزة استراتيجية، إذ يمكنها الاستيلاء على مواقع دفاعية محصنة بتكلفة زهيدة أو معدومة.
اقرأ أيضاً
خطة إسرائيل للسيطرة على غزة تثير استنكارًا دوليًا وتحذر من كارثة إنسانية
مع استمرار زيلينسكي والقادة الأوروبيين في التعبير عن معارضتهم لأي تنازلات إقليمية، لا تزال المناقشات متوترة. وقد تؤثر نتائج هذه الجهود الدبلوماسية بشكل كبير على مستقبل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. تُسلّط دعوة زيلينسكي لتشكيل جبهة أوروبية موحدة الضوء على أهمية ضمان احترام أي اتفاق سلام لحدود أوكرانيا، وعدم إضفاء الشرعية على احتلال روسيا للأراضي الأوكرانية.