عربي وعالمي

غارة إسرائيلية على سجن إيفين: جريمة حرب محتملة وانتهاكات لاحقة

أفاد تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن الغارات الجوية الإسرائيلية على سجن إيفين في طهران، في يونيو الماضي، أسفرت عن مقتل عشرات السجناء والزوار والعاملين، في ما وصفته المنظمة بأنه “جريمة حرب واضحة”. التحقيق، الذي استند إلى صور أقمار صناعية ومقاطع فيديو وشهادات شهود، أكد أن الهجوم دمر مرافق حيوية في السجن، بينها قاعات الزيارة والأجنحة الطبية والمكاتب الإدارية، دون وجود أي هدف عسكري ظاهر. السجن، الذي كان يضم أكثر من 1,500 معتقل، بينهم ناشطون ومعارضون سلميون، تعرض للقصف خلال ساعات الزيارة، ما ضاعف عدد الضحايا ورفع حصيلة القتلى إلى 80 شخصًا.

 

الانتهاكات الإيرانية ضد الناجين والمعتقلين

عقب الغارة، وثقت المنظمة سلسلة من الانتهاكات ارتكبتها السلطات الإيرانية ضد الناجين، شملت التعذيب، والاختفاء القسري، وظروف الاحتجاز اللاإنسانية. نُقل السجناء إلى سجون أخرى مثل قرشك للنساء وفشافويه للرجال، حيث تم تقييد الرجال بالأصفاد في أزواج، وضرب بعضهم بالهراوات، وصعق آخرين بالكهرباء بعد احتجاجهم على نقل سجناء محكومين بالإعدام. أما النساء، فحُبسن في أجنحتهن بلا ماء أو وسيلة اتصال قبل نقلهم إلى سجن قرشك المعروف بالاكتظاظ وسوء المعاملة.

 

مفقودون ومخاوف من الإعدام والتعذيب

أشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن السلطات الإيرانية أخفت مصير ومكان عدد من المعتقلين، بينهم نشطاء ومعارضون وأجانب أو مزدوجو الجنسية. من أبرز هؤلاء الطبيب السويدي-الإيراني أحمد رضا جلالي، المحكوم بالإعدام منذ 2017. العائلات أبلغت عن تلقي مكالمات قصيرة ومراقبة من ذويهم المفقودين، دون أي تفاصيل عن وضعهم، ما اعتبرته المنظمة شكلًا من أشكال الاختفاء القسري. وتخشى المنظمات الحقوقية من تعرض هؤلاء لخطر الإعدام أو التعذيب.

 

ظروف احتجاز مروعة ودعوات للتحقيق الدولي

المعتقلون المنقولون عانوا من الزج في زنازين مكتظة مليئة بالحشرات، واضطر بعضهم للنوم على الأرض، في ظروف تهدد حياتهم وصحتهم. المنظمة شددت على أن الهجوم الإسرائيلي لا يجب أن يكون ذريعة للسلطات الإيرانية لتصعيد الانتهاكات ضد السجناء، خاصة أولئك الذين لا ينبغي أن يكونوا خلف القضبان أصلًا. وطالبت هيومن رايتس ووتش بإجراء تحقيقات مستقلة في الانتهاكات المرتكبة من قبل الجانبين، مع محاسبة المسؤولين عن جرائم حرب محتملة.

إقرأ ايضَا…

وزير الخارجية: لا حل عسكري للأزمة الفلسطينية–الإسرائيلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى