حوار خاص – د. شيماء محسن عبد الحي: “تمكين المرأة استثمار وطني قبل أن يكون قضية حقوق”

في لقاء خاص مع “العالم في دقائق”، أكدت الدكتورة شيماء محسن عبد الحي، خبيرة التنمية البشرية والإرشاد الأسري وإدارة المخاطر، أن تمكين المرأة لم يعد رفاهية أو بندًا ثانويًا في خطط التنمية، بل هو عنصر جوهري لضمان استقرار المجتمع ونهضته.
س: بدايةً، كيف تصفين مفهوم تمكين المرأة في ظل التغيرات العالمية الحالية؟
ج: التمكين اليوم يعني إتاحة البيئة التي تمنح المرأة فرصًا متساوية للتعليم والعمل وصنع القرار. نحن لا نتحدث عن مجاملة أو دعم شكلي، بل عن استثمار في نصف المجتمع. إذا لم نمنح المرأة الفرصة لاستخدام قدراتها كاملة، فسنفقد نصف الطاقة الإنتاجية لأي أمة.
س: هناك من يربط بين تمكين المرأة وتراجع دور الرجل، ما ردك؟
ج: هذه رؤية غير دقيقة. تمكين المرأة لا ينتقص من مكانة الرجل، بل يعزز مفهوم الشراكة الحقيقية. حين تكون المرأة قوية وناجحة، فإنها تدعم أسرتها وتزيد من استقرارها، وهذا ينعكس إيجابيًا على الرجل نفسه. النجاح لا يلغي الآخر، بل يصنع معه منظومة متكاملة.
س: ما النصيحة التي تقدمينها للنساء الساعيات لتحقيق أحلامهن؟
ج: أول خطوة هي الإيمان بالنفس، ثم وضع خطة واضحة تحدد الأهداف والمسار. يجب أن تدرك المرأة أن الطريق قد لا يكون سهلًا، لكنه ممكن بالإصرار والتطوير المستمر. كما أن دعم الأسرة والمجتمع عنصر حاسم في تحويل الحلم إلى واقع.
س: من وجهة نظرك، ما الأثر المباشر لتمكين المرأة على المجتمع؟
ج: المرأة المُمَكَّنة تصبح عنصرًا منتجًا ومسؤولًا، تساهم في نمو الاقتصاد، وتربي أجيالًا تمتلك مهارات التفكير والإبداع. هذا التأثير يمتد إلى كافة المجالات، من التعليم والصحة إلى الثقافة والسياسة. نحن في النهاية لا نمكّن امرأة واحدة، بل نمكّن مجتمعًا بأكمله.
س: كلمة أخيرة لقرائنا؟
ج: رسالتي لكل امرأة: لا تنتظري الظروف المثالية، بل اصنعيها. ولا تدعي الخوف أو القيود الاجتماعية يوقفانك. النجاح قرار يبدأ من داخلك، ومع العمل المستمر ستصلين إلى ما تستحقينه وأكثر. وبينما اختتمت الدكتورة شيماء محسن عبد الحي حديثها، شددت على أن تمكين المرأة ليس مجرد ملف اجتماعي أو شعار دعائي، بل هو مشروع وطني يحتاج إلى تضافر الجهود بين الأفراد والمؤسسات. فنجاح المرأة هو نجاح أسرتها، واستقرارها هو استقرار وطنها، وطموحها هو وقود التنمية الحقيقية.
هكذا، يظل تمكين المرأة رهانًا رابحًا، ليس للنساء فقط، بل لمستقبل المجتمع بأسره.