الوكالات

إسرائيل ترد بحلول الجمعة على خطة الهدنة في غزة

تترقب الساحة السياسية والأمنية في الشرق الأوسط ردّ إسرائيل على خطة هدنة جديدة في غزة، وسط تصاعد الضغوط الدولية واحتدام الخلافات الداخلية في تل أبيب. فبينما وافقت حركة حماس على المقترح الذي يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مأزقًا سياسيًا حادًا بين مطالب الشارع الإسرائيلي وضغوط حلفائه المتشددين. في الوقت ذاته، تزداد الأزمة الإنسانية في غزة سوءًا مع تحذيرات أممية من انتشار المجاعة، ما يرفع كلفة أي تأجيل أو رفض للعرض المطروح.

إسرائيل أعلنت أنها ستسلم ردها للوسطاء الدوليين قبل الجمعة بشأن خطة وقف إطلاق النار التي وافقت عليها حركة حماس، وسط تصاعد الضغوط الدولية لوقف الحرب التي أودت بحياة أكثر من 62 ألف فلسطيني.

تفاصيل المقترح الجديد لتبادل الأسرى والتهدئة

 

تتضمن الخطة هدنة لمدة 60 يومًا تشمل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء (نحو 20 أسيرًا) وتسليم جثامين، مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم محكومون بالمؤبد.

وتشير الخطة إلى أنها تكاد تكون مطابقة للعرض الأمريكي السابق الذي طرحه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف.

 

موقف حماس وتدخل الوسطاء

 

حماس وافقت على المقترح بصيغة وصفتها قطر بأنها “شبه مطابقة لما وافقت عليه إسرائيل سابقًا”.

مصر وقطر أرسلتا العرض الجديد لإسرائيل وقالتا إن القرار الآن بيد تل أبيب.

تسري تقارير عن ضغوط مصرية على حماس لتسليم أسلحتها إلى القاهرة لفترة مؤقتة كحل وسط بشأن مطلب إسرائيل بنزع سلاح غزة.

الضغط الشعبي داخل إسرائيل

مظاهرات حاشدة شهدتها إسرائيل للمطالبة بصفقة تضمن عودة الأسرى.

محللون إسرائيليون يرون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتأرجح بين قبول صفقة جزئية ورفضها، في ظل تهديدات من حلفائه اليمينيين المتشددين بإسقاط الحكومة إذا قبل الهدنة.

استمرار الاحتجاجات قد يجبر نتنياهو على التراجع، خصوصًا إذا أيد البيت الأبيض الخطة.

 

الأوضاع الإنسانية في غزة

 

الأمم المتحدة حذرت من أن المجاعة المنتشرة في غزة نتيجة مباشرة للسياسة الإسرائيلية في منع دخول المساعدات الإنسانية.

رغم سماح إسرائيل بدخول بعض الإمدادات مؤخرًا، إلا أن الكميات تبقى “أقل بكثير مما يكفي” وفق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

المجتمع الدولي يرفض تأكيدات إسرائيل بأنها تبذل “جهودًا كبيرة” لإيصال المساعدات.

اقرا ايضا

قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين: آمال للسلام أم فرصة ضائعة؟

التداعيات السياسية على نتنياهو 

 

رفض إسرائيل للعرض قد يؤدي إلى عزلة دولية وفرض عقوبات محتملة، خصوصًا إذا شنت هجومًا جديدًا على غزة.

محللون إسرائيليون (هآرتس، يديعوت أحرونوت) حذروا من أن حماس تبدو أكثر ذكاءً في استراتيجيتها، بينما استمرار المراوغة من جانب نتنياهو يضعف موقعه.

نتنياهو يواجه خريفًا صعبًا مع استئناف محاكمته بتهم فساد، ما قد يسرّع سقوط حكومته إذا انهارت الهدنة أو فشلت المفاوضات.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى