عربي وعالمي

ترامب يهدد بفرض عقوبات على روسيا وسط جمود مفاوضات السلام الأوكرانية.

بعد مرور أسبوع على قمة ألاسكا التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما زال السلام في أوكرانيا بعيد المنال. فبينما عبّر ترامب عن إحباطه من تباطؤ التقدم وهدد بفرض “عقوبات أو رسوم جمركية هائلة”، ردت موسكو عبر وزير خارجيتها سيرغي لافروف بتأكيد عدم وجود أي خطط لعقد لقاء بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. الموقف المتباين بين الطرفين يعكس تعقيدات المشهد، حيث تتشابك رهانات دبلوماسية ترامب مع حسابات موسكو الميدانية والسياسية، في وقت تستمر فيه الحرب التي خلفت ملايين القتلى والجرحى وخسائر بشرية واقتصادية هائلة.

تهديدات ترامب بالعقوبات

ترامب قال إنه بصدد اتخاذ قرار “مهم للغاية” بشأن روسيا، بين فرض عقوبات ضخمة، أو رسوم جمركية واسعة، أو الاكتفاء بعدم التدخل. تصريحاته عكست استياءه من هجوم روسي استهدف مصنعًا أمريكيًا في أوكرانيا مؤخرًا، وأدى إلى إصابات بين العاملين فيه، ما أعاد ملف العقوبات إلى الواجهة.

مأزق القمة المنتظرة

الرئيس الأوكراني زيلينسكي جدّد دعواته لعقد لقاء مباشر مع بوتين، معتبرًا أنه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب. غير أن موسكو ربطت عقد القمة بـ”جدول أعمال جاهز”، وهو ما اعتبره لافروف غير متوفر حاليًا. هذا الموقف شكّل نكسة لترامب الذي كان قد أعلن أنه بدأ بالفعل الترتيبات لعقد اجتماع يجمع الزعيمين.

استعراض ترامب لصورته مع بوتين

رغم الجمود، حرص ترامب على استعراض صورته مع بوتين على السجادة الحمراء في ألاسكا، مؤكدًا أن الرئيس الروسي أبدى رغبته في حضور مونديال 2026 في الولايات المتحدة. لكن تصريحات ترامب أغفلت أن روسيا مستبعدة من المشاركة في البطولات الدولية منذ غزوها لأوكرانيا عام 2022.

خطاب متفائل من بوتين

بوتين من جانبه تحدث بنبرة أكثر تفاؤلًا خلال زيارته لمركز أبحاث نووي، مشيرًا إلى وجود “ضوء في نهاية النفق” لإعادة العلاقات الأمريكية الروسية. وأكد أن لقاء ألاسكا كان “جيدًا وصريحًا”، محملًا إدارة واشنطن مسؤولية الخطوات المقبلة، لكنه أبدى ثقته في “قيادة الرئيس الأمريكي الحالي”.

ثمن الحرب المستمرة

منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، قتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينما تشير تقديرات إلى إصابة أو مقتل أكثر من مليون جندي من الجانبين. ورغم سنوات القتال، لم تُحسم المعارك، إذ تستمر الهجمات المتبادلة، خاصة على البنى التحتية للطاقة.

شروط موسكو وحدود التنازلات

روسيا ما تزال متمسكة بمطالبها، بما في ذلك انسحاب أوكرانيا من أراضٍ شرقية، وتجميد جبهات القتال في مناطق جنوبية تزعم السيطرة الكاملة عليها، مع إمكانية التخلي عن مساحات محدودة من أراضٍ أخرى تحت يدها. هذه الشروط تكشف رغبة موسكو في ترسيخ واقع تقسيمي طويل الأمد.

تراجع زيلينسكي عن شروطه السابقة

في المقابل، أبدى زيلينسكي مرونة أكبر، متخليًا عن شرط وقف إطلاق النار الطويل قبل أي لقاء، لكنه أكد أن أوكرانيا “لا يمكن أن تفاوض تحت تهديد السلاح”. وفي تصريحات لاحقة، اتهم موسكو بالسعي لتأجيل القمة والاستمرار في التصعيد العسكري.

إشكالية الضمانات الأمنية

القضية الأكثر حساسية تبقى مسألة “الضمانات الأمنية” لأوكرانيا. ترامب قال إن روسيا وافقت على بعض منها، لكن موسكو نفت الأمر عبر لافروف، واعتبرت بحث هذه المسألة “بلا روسيا طريقًا إلى العدم”. أما زيلينسكي، فطالب بوجود قوات أجنبية في بلاده لردع الهجمات الروسية مستقبلًا، في خطوة من شأنها زيادة تعقيد المفاوضات.

اقرا ايضا

كوريا الشمالية والحرب في أوكرانيا: بين التحالف العسكري والدعاية السياسية 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى