الصحة والتعليم

الأمان… أساس العلاقات الإنسانية والتربية السليمة

الأمان ليس مجرد شعور عابر، بل هو ركيزة أساسية في حياة الإنسان. أن تعيش مطمئنًا يعني أن تدرك وجود شخص يساندك ويحميك ويهتم بك. الأمان هو أن تجد من تستند إليه، من تستطيع أن تبوح له بكل ما تشعر به دون خوف من حكم أو إدانة.

في العلاقات الزوجية

يظهر الأمان عندما يستطيع الفرد أن يعترف بخطئه أمام شريك حياته دون خوف من رد فعل قاسٍ أو حكم ظالم. العلاقة الآمنة هي التي توفر مساحة للتعبير حتى في أوقات الغلط والخلاف، حيث يظل الطرفان مطمئنين إلى أن الانفعال لن يتحول إلى قسوة أو عنف، بل يُدار بعقلانية ورحمة تحفظ كرامة كل طرف.

وعن انعكاس هذا المفهوم على التربية

توضح الدكتورة شيماء محسن عبد الحي، خبير التنمية البشرية، أن الأطفال يحتاجون إلى بيئة يشعرون فيها أن أخطاءهم ليست نهاية العالم، بل فرصًا للتعلم والإصلاح. وتشير إلى أن الطفل يجب أن يجد في والده أو والدته مصدر أمان، يقترب منهم عند الخطأ، واثقًا أنه سيجد فهمًا ودعمًا لا عقابًا جارحًا أو قسوة تُحطّم شخصيته.

وتضيف خبير التنمية البشرية

أن الفارق الجوهري يتمثل في أن البالغ يملك حرية الاختيار في البقاء داخل علاقة أو مغادرتها، بينما الطفل لا يمتلك هذه الرفاهية. فهو مضطر أن يعيش داخل العلاقة التي يفرضها الأبوان، سواء كانت صحية أو مؤذية. ومن هنا تأتي المسؤولية الكبرى على عاتق الوالدين: أن يكونا مصدر أمان حقيقي لا مصدر خوف.

وتؤكد الدكتورة شيماء محسن عبد الحي

أن أعظم ما يمكن أن يقدمه المربي لطفله ليس المال ولا النجاح المادي، بل علاقة قائمة على الأمان النفسي والرحمة والحكمة. فهذه العلاقة وحدها هي التي تمنح الطفل فرصة أن يحب نفسه ويحب من حوله، ليكبر بشخصية متوازنة وقادرة على بناء علاقات صحية في المستقبل.

الأمان إذن ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية، وهو الأساس الذي تبنى عليه كل علاقة ناجحة، وأي عملية تربية صحيحة.

اقرا ايضا

“كلية الطب البيطري بجامعة قناة السويس تفتح باب التسجيل لبرامج الدراسات العليا الجديدة” 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى