عربي وعالمي

إدانات واسعة لإسرائيل إثر هجوم دامٍ على مستشفى ناصر في قطاع غزة

في هجوم دموي جديد على قطاع غزة، استهدفت غارات إسرائيلية مستشفى ناصر في خان يونس، ما أسفر عن مقتل عشرين شخصاً بينهم خمسة صحافيين وعدد من طواقم الإنقاذ. الحادثة أشعلت موجة غضب وإدانات دولية واسعة، وسط مطالب بتحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين والمرافق الطبية.

 

ترامب يطالب بإنهاء “كابوس غزة” ويكشف عن تقديرات للرهائن

 

عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه الشديد من الغارة، قائلاً في البيت الأبيض: “لست سعيداً بذلك.. لا أريد أن أرى ذلك. يجب أن ننهي هذا الكابوس”. وأكد أنه لم يكن على علم مسبق بالهجوم، مضيفاً أن الوضع في غزة سيئ للغاية وأنه يتوقع التوصل إلى “نهاية حاسمة” للحرب خلال أسبوعين أو ثلاثة.

كما أشار إلى أن عدد الرهائن الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة في غزة قد لا يتجاوز العشرين، لافتاً إلى أن بعضهم ربما توفي، وهو ما يجعل المفاوضات أكثر تعقيداً. ترامب شدد على أن إدارته ستواصل كل الجهود الممكنة لتأمين إطلاق سراحهم بالتوازي مع الدفع نحو تسوية سريعة للوضع الإنساني المتدهور.

ترامب: يجب أن ننهي ذلك الكابوس في قطاع غزة

نتانياهو يبرر العمليات العسكرية ويعلن أسفه للحادث

 

أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن “أسفه الشديد للحادث المأساوي”، مؤكداً أن إسرائيل “تولي أهمية لعمل الصحافيين والطواقم الطبية”، لكنه شدد على أن الحرب موجهة ضد “إرهابيي حماس” وأن الهدف “هزيمة الحركة وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.

أقر الجيش الإسرائيلي بقصف منطقة مستشفى ناصر وأعلن فتح تحقيق، مشيراً إلى أن الضربات لا تستهدف الصحافيين “بصفتهم هذه” وأنه يعمل لتقليص الأضرار قدر الإمكان مع الحفاظ على أمن قواته.

 

تفاصيل استهداف الصحافيين ومقتل طواقم الإنقاذ

 

خمسة صحافيين قُتلوا في قصف مستشفى ناصر أثناء تغطيتهم الأحداث في غزة

الهجوم أسفر عن مقتل خمسة صحافيين بارزين، من بينهم المصور حسام المصري المتعاقد مع وكالة رويترز، الذي قتل قرب موقع بث مباشر أسفل سطح المستشفى في خان يونس.

كما لقي الصحفي محمد سلامة من قناة الجزيرة، والصحفية مريم أبو دقة المتعاونة مع عدة وسائل إعلام، والصحفي معاذ أبو طه من شبكة NBC الأميركية مصرعهم، إلى جانب صحفي خامس لم تُكشف هويته بعد. وذكرت مصادر طبية أن الغارة الثانية على الموقع نفسه أدت إلى مقتل عدد من طواقم الإسعاف والدفاع المدني أثناء إخلاء الجرحى، في مشهد وصفته نقابة الصحافيين الفلسطينيين بأنه “حرب مفتوحة على الإعلام”.

 

إدانات أوروبية وأممية وتصعيد المطالبة بالمحاسبة

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف الضربة بأنها “غير مقبولة” ودعا إسرائيل إلى احترام القانون الدولي وحماية المدنيين والصحافيين. كما شدد على أن “تجويع شعب بأكمله جريمة يجب أن تتوقف فوراً”، مؤكداً أن وسائل الإعلام يجب أن تؤدي دورها بحرية كاملة لنقل حقيقة الصراع.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى تحقيق عاجل ونزيه، فيما أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن المستشفيات والصحافيين ليسوا أهدافاً عسكرية، منددة بمنع دخول الصحافيين الدوليين إلى غزة.

اقرأ أيضاً

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تفتتح مركز التضامن الإعلامى بغزة

ألمانيا أعربت عن صدمتها لمقتل الصحافيين وعمال الإنقاذ، مطالبة إسرائيل بالسماح للإعلام المستقل بدخول غزة. كما دانت الخارجية البريطانية القصف “المروّع” وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين.

مفوض وكالة الأونروا فيليب لازاريني وصف ما يحدث بأنه “تقاعس دولي صادم” يهدف إلى إسكات الأصوات الأخيرة التي تنقل معاناة الأطفال وسط المجاعة، محذراً من أن لامبالاة العالم تدفع نحو انهيار كامل للمنظومة الإنسانية في القطاع.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى