زيلينسكي يرفض دعوة بوتين لزيارة موسكو: “بلادي تحت القصف”

في خطوة تهدف إلى تحريك الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي، عن استعداده لاستقبال نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في موسكو، بهدف التفاوض على تسوية سلمية للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين.
وأشار بوتين إلى أن بلاده مستعدة لتقديم ضمانات أمنية كاملة للرئيس زيلينسكي وأعضاء الوفد الأوكراني في حال قرروا التوجه إلى العاصمة الروسية، مؤكدًا أن “روسيا منفتحة على الحوار ومستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة لنجاح المفاوضات”.
رد زيلينسكي الحاسم: “لا يمكنني الذهاب إلى موسكو”
من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل قاطع اقتراح بوتين، معربًا عن استغرابه من طرح مثل هذا العرض في ظل ما وصفه بـ”الواقع المأساوي الذي تعيشه أوكرانيا”.
وقال زيلينسكي في تصريحات صحفية أدلى بها أمس الجمعة:
“لا يمكنني الذهاب إلى موسكو. بلادي تتعرض للقصف الصاروخي يوميًا، والمدنيون يعيشون تحت التهديد المستمر. إذا كان هناك رغبة حقيقية في التفاوض، يمكن للرئيس بوتين القدوم إلى كييف، أو على الأقل إلى إحدى الدول المحايدة”.
بوتين يؤكد: هناك تفاهم حول “قضايا رئيسية”
ورغم رفض زيلينسكي، قال الرئيس الروسي إن هناك “تفاهما أولياً” مع الجانب الأوكراني حول بعض القضايا الجوهرية، دون أن يوضح ماهية هذه القضايا أو ما إذا كانت هناك اتصالات غير معلنة جرت مؤخرًا بين الطرفين.
وأضاف بوتين: “نحن لا نمانع في التفاوض، بل نرحب بأي تحرك يمكن أن يؤدي إلى وقف القتال. المشكلة تكمن في الإرادة السياسية لدى الطرف الآخر”.
لا مؤشرات على تقدم دبلوماسي
ورغم التصريحات المتبادلة، لم تبرز حتى الآن أي مؤشرات ملموسة على احتمال عقد لقاء مباشر بين زيلينسكي وبوتين، أو حتى على مستوى الوفود. وكانت محاولات سابقة للتفاوض قد فشلت في التوصل إلى نتائج، في ظل تباين المواقف حول قضايا مثل السيادة على الأراضي، ووضع المناطق الانفصالية، والضمانات الأمنية.
كييف: لا تفاوض تحت القصف
وأكدت مصادر مقربة من الرئاسة الأوكرانية أن كييف ترفض الدخول في أي مفاوضات سياسية مع موسكو ما دامت الهجمات العسكرية الروسية مستمرة. وشدد المسؤولون الأوكرانيون على أن الحديث عن مفاوضات “في ظل استمرار العدوان”، يعد بمثابة محاولة روسية لكسب الوقت أو لتخفيف الضغوط الدولية.
المجتمع الدولي يدعو للحوار
من جهة أخرى، دعت عدة عواصم أوروبية وأطراف دولية إلى استغلال أي فرصة للتهدئة، مرحّبين بأي مبادرة تهدف إلى إنهاء النزاع. إلا أن تلك الدعوات لم تلق حتى الآن استجابة عملية من الطرفين.