ترامب يدرس ضربات عسكرية ضد فنزويلا بذريعة مكافحة المخدرات

كشفت مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية أن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب كان يدرس خيارات متعددة لتنفيذ ضربات عسكرية تستهدف عصابات المخدرات في فنزويلا. وتشمل هذه الخيارات تنفيذ عمليات داخل الأراضي الفنزويلية نفسها، في خطوة مثيرة للجدل قد تحمل أبعادًا تتجاوز الحرب على الجريمة المنظمة، لتطال الواقع السياسي الفنزويلي ورئيسه نيكولاس مادورو.
الأهداف المعلنة: مكافحة المخدرات
بحسب التسريبات، فإن الإدارة الأميركية بررت هذه الخطوة المحتملة في إطار استراتيجية أمنية أوسع لمحاربة شبكات المخدرات العابرة للحدود، والتي ترى واشنطن أنها تنشط بقوة في الأراضي الفنزويلية.
وتشير التقديرات الأميركية إلى أن كميات كبيرة من الكوكايين تمر عبر فنزويلا قبل أن تصل إلى أسواق أميركا الشمالية وأوروبا، مما جعل البلاد هدفًا رئيسيًا في “الحرب على المخدرات” التي تقودها واشنطن منذ عقود.
ما وراء الأهداف: إضعاف نظام مادورو؟
رغم التركيز الرسمي على مكافحة الجريمة، فإن المؤشرات السياسية تؤكد أن الخطوة المحتملة تهدف أيضًا إلى إضعاف نظام الرئيس نيكولاس مادورو، الذي طالما اعتبرته الإدارة الأميركية “غير شرعي” بعد انتخابات رئاسية مطعون في نزاهتها جرت عام 2018.
البيت الأبيض، في عهد ترامب، دعم بشكل علني زعيم المعارضة خوان غوايدو وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على فنزويلا، في محاولة لعزل مادورو سياسيًا واقتصاديًا.
ترامب يتهرّب من الإجابة المباشرة
في تصريحاته للصحفيين، تهرّب ترامب من الإجابة بشكل مباشر على سؤال يتعلق بما إذا كانت واشنطن تخطط لتغيير النظام في فنزويلا. واكتفى بالقول:
“نحن لا نتحدث عن ذلك”.
لكنه أضاف تصريحًا يحمل دلالات سياسية واضحة:
“لكننا نتحدث عن حقيقة أن فنزويلا أجرت انتخابات غريبة للغاية، على أقل تقدير”،
في إشارة ضمنية إلى رفض واشنطن الاعتراف بشرعية انتخاب مادورو
القانون الدولي والجدل حول التدخل العسكري
الحديث عن ضربات عسكرية داخل أراضي دولة ذات سيادة يثير مخاوف جدية تتعلق بانتهاك القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
فنزويلا لم تكن – في ذلك الحين – تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأميركي، مما يجعل أي تدخل عسكري غير مبرر أمميًا محل انتقاد واسع من قبل المجتمع الدولي، خصوصًا دول أميركا اللاتينية.
السيناريوهات المحتملة والتداعيات الإقليمية
أي عمل عسكري أميركي في فنزويلا قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، ويخلق حالة من عدم الاستقرار في أميركا الجنوبية.
كما يمكن أن يُستخدم من قبل نظام مادورو لتعزيز الخطاب المعادي للولايات المتحدة، وتبرير المزيد من القمع الداخلي بحجة “الدفاع عن السيادة”.
خلاصة: رسائل غامضة ومخاطر حقيقية
بين الخطاب السياسي الغامض للرئيس ترامب وتكثيف الضغوط على نظام مادورو، تبدو السياسة الأميركية تجاه فنزويلا في تلك المرحلة مزيجًا من الضغط الاقتصادي، والدعم الدبلوماسي للمعارضة، والتهديد بالقوة العسكرية.
ومع أن الضربات لم تُنفذ فعليًا، إلا أن مجرد مناقشتها يعكس توجّهًا عدوانيًا قد تكون له عواقب خطيرة على الأمن الإقليمي وعلى صورة الولايات المتحدة عالميًا.