رحلة زواج تحولت إلى سباق إنقاذ: قطط مفقودة تعيد الجدل حول نقل الحيوانات جواً

لم يكن يتخيل زوجان بريطانيان أن عودتهما من حفل زفاف أحلامهما في جزيرة كريت اليونانية ستتحول إلى واحدة من أكثر التجارب توتراً في حياتهما، بعدما فُقدت ثلاثة قطط صغيرة أنقذاها من الشارع أثناء الرحلة. القصة التي بدأت بدافع إنساني لإنقاذ قطة أم وصغارها، انتهت بمطاردة مع الزمن وصدمة عاطفية، لتفتح من جديد ملف سلامة الحيوانات في رحلات الطيران التجارية، وحدود مسؤولية شركات الطيران عن أرواح الكائنات التي توضع في عنابر الشحن الباردة والبعيدة عن الرقابة.
حب وزواج… وإنقاذ من الشوارع
بدأت الحكاية في سبتمبر 2023 حين زار الزوجان مدينة كريت ووجدا قطة هزيلة بعين تالفة أطلقا عليها اسم “آبا”. عند عودتهما في مايو للاحتفال بزفافهما، بحثا عنها ليجداها وقد أنجبت أربعة قطط، اثنان مصابان بعدوى في العين وواحد كفيف تماماً. أمام هذا المشهد المؤثر، قررا أن تبقى المناسبة السعيدة مرتبطة أيضاً بعمل إنساني: إنقاذ الأسرة القططية ونقلها إلى بريطانيا.
رحلة العودة المليئة بالمفاجآت
بعد استشارة أطباء بيطريين وإعطاء التطعيمات اللازمة، تم ترتيب نقل القطط عبر الخطوط الجوية اليونانية “إيجيان” إلى باريس، حيث كان الزوجان يخططان للذهاب إلى كاليه بالسيارة لاصطحابها. وبحسب القواعد، سُمح بوجود قطتين في مقصورة الطائرة بينما نُقلت ثلاثة من الصغار داخل صندوق في عنبر الشحن.
لحظة الذعر عند تلقي الخبر
بينما كان الزوجان في انتظار عبور نفق “اليورو تونل” لتسلم القطط، جاءهما الخبر الصاعق من المتطوعة المحلية: “الطائرة فقدت ثلاثة من القطط”. تحول الفرح إلى صدمة، والرحلة الرومانسية إلى كابوس. لم يعرفا ما إذا كانت الحيوانات ما زالت في اليونان، أو وصلت فرنسا، أو تُركت على مدرج المطار.
ثلاث ساعات إضافية من القلق
اتضح لاحقاً أن الصغار لم يتم إنزالهم من الطائرة في باريس كما هو مفترض، وظلوا عالقين في عنبر الشحن. الطائرة أقلعت من جديد إلى مدينة سالونيك، لتضيف ثلاث ساعات أخرى من التوتر، زادت معها المخاوف بشأن احتمال موت القطط بسبب البرد والجوع والضوضاء.
الخوف من فقدان القطط إلى الأبد
الزوجة، وهي ممرضة بيطرية، اعترفت أنها كانت تتوقع الأسوأ: “ظننت أنهم لن يُعثر عليهم أبداً… أو أنهم سيموتون من الخوف والحرمان”. كانت مشاعر الذنب مختلطة بالأمل، في انتظار أي إشارة حياة من صندوق الشحن المنسي.
إعادة الترحيل عبر أثينا
بعد ضغوط متكررة، استجابت شركة الطيران وأعادت تنظيم الرحلة. هذه المرة تم إرسال القطط عبر أثينا داخل المقصورة، برفقة موظف مكلّف برعايتها، وتحت مراقبة مباشرة لضمان عدم تكرار الخطأ.
لحظة لمّ الشمل العاطفية
عندما التقت الزوجة بقططها أخيراً، لم تصدق عينيها. أضاءت المصباح داخل الصندوق أكثر من عشر مرات لتتأكد من العدد. ورغم وصولها بحالة من الصدمة والجوع، إلا أنها نجت. لكن التجربة تركت ندوباً نفسية على الزوجين والحيوانات معاً.
المطالبة بالمساءلة وتغيير السياسات
حتى اليوم، لم يتلقَ الزوجان اعتذاراً صريحاً من “إيجيان”. الشركة اكتفت بالقول إن القطط “لم تُفقد مطلقاً” بل تأخر تفريغها لأسباب تشغيلية، مؤكدة أن الطاقم قدم لها طعاماً وماءً حتى وصولها. لكن الزوجين يرون أن القضية أعمق من ذلك: “في عالم مثالي نود أن تُمنع شركات الطيران من وضع الحيوانات في عنابر الشحن”، قال الزوج. الحادثة أعادت إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول معايير سلامة الحيوانات أثناء السفر، وحق المسافرين في الاطمئنان على رفقائهم الصغار.