الوكالات

تفوق روسي ميداني يضغط على الجبهة الشرقية في أوكرانيا

في إعلان يعكس تصاعد التحديات الميدانية، أكد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، يوم الاثنين، أن القوات الروسية تتمتع بـ”تفوق كبير” في القوى البشرية والموارد العسكرية على الجبهة الشرقية للبلاد. هذا التصريح يأتي في وقت يواصل فيه الجيش الروسي تحقيق تقدم ميداني تدريجي منذ عدة أشهر، ما يضع القوات الأوكرانية تحت ضغط متزايد

تفوق روسي ثلاثي إلى سداسي في الجبهة الشرقية

أوضح سيرسكي، في بيان نُشر عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن روسيا تتمتع بـ”تفوق ثلاثي في القوات والموارد في مناطق التمركز الرئيسية”، مضيفًا أن في بعض المواقع قد يصل التفوق الروسي إلى أربعة أو حتى ستة أضعاف مقارنة بالقوات الأوكرانية.

هذه الأرقام تعكس تغيرًا ملموسًا في ميزان القوى الميدانية، خاصة في ظل تعثر وصول بعض المساعدات العسكرية الغربية، والتحديات التي تواجهها كييف في تجنيد وتدريب قوات جديدة بعد أكثر من عامين من الحرب المستمرة.

تكتيك “الزحف البشري”: استراتيجية روسية جديدة

وأشار سيرسكي إلى أن القوات الروسية تعتمد على تكتيك “التقدم الزاحف”، حيث يتم استخدام مجموعات مشاة صغيرة تحاول التسلل إلى المناطق السكنية والقرى، مستغلة المسافات بين المواقع الدفاعية الأوكرانية، ومتجنبة الاشتباكات المباشرة متى أمكن ذلك.

ويُعد هذا الأسلوب جزءًا من محاولة روسية لتقليل الخسائر في صفوف الجنود، والتقدم بشكل بطيء لكن مستمر، دون خوض معارك واسعة النطاق قد تؤدي إلى خسائر كبيرة. وبحسب المراقبين، فإن هذا التكتيك يُصعّب على أوكرانيا توقع مواقع الهجمات أو شن هجمات مضادة فعالة.

إنجازات دفاعية أوكرانية محدودة

رغم الضغط الروسي، أشار سيرسكي إلى أن القوات الأوكرانية تمكنت من استعادة السيطرة على 58 كيلومترًا مربعًا من الأراضي، إضافة إلى عدة قرى صغيرة لم يُكشف عن أسمائها في البيان. ويُعتبر هذا التقدم محدودًا من حيث التأثير الاستراتيجي، لكنه يبرز في سياق محاولة أوكرانيا الحفاظ على الروح المعنوية لقواتها والرأي العام المحلي.

كما تسعى كييف إلى إثبات قدرتها على الصمود والمقاومة رغم التفوق الروسي، وهو أمر ضروري في الوقت الراهن مع استمرار المساعي للحصول على مساعدات غربية إضافية، وخاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ضغوط داخلية وخارجية على كييف

يأتي هذا التصعيد في ظل ضغوط سياسية داخلية متزايدة في أوكرانيا، حيث يطالب المواطنون بتفسير واضح حول استراتيجية الحرب، وسبل تحقيق التوازن مع التفوق الروسي الواضح على الأرض. في المقابل، تواصل القيادة الأوكرانية التأكيد على أن الدعم الغربي العسكري والمالي لا يزال عاملاً حاسمًا في استمرار مقاومة الغزو الروسي.

وفي ظل التقدم الروسي البطيء والمدروس، وتراجع الدعم الشعبي في بعض الدول الأوروبية والأمريكية، تواجه أوكرانيا مرحلة حرجة في صراع قد يطول أكثر مما كان متوقعًا.

الخلاصة: جبهة شرقية على صفيح ساخن

تكشف تصريحات سيرسكي عن واقع ميداني صعب تواجهه القوات الأوكرانية، وسط تفوق روسي عددي ولوجستي واضح، وتكتيكات عسكرية تغير قواعد الاشتباك. وبينما تحقق كييف بعض النجاحات الموضعية، يبدو أن المعركة على الجبهة الشرقية ستبقى مفتوحة ومعقدة، وقد تحدد مآلات الصراع في الأشهر المقبلة.

اقرأ أيضاً:

فرنسا على حافة الهاوية السياسية: حكومة بايرو تواجه السقوط في تصويت حاسم

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى