عربي وعالمي

محمود عباس: غزة تحت مسؤولية الدولة الفلسطينية والانتخابات بعد الحرب

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأولوية القصوى في المرحلة الراهنة تتمثل في وقف فوري ودائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل، والإفراج عن المحتجزين والأسرى، وانسحاب قوات الاحتلال، ثم الشروع في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار. وشدد عباس على أن غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن الحكومة الفلسطينية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة هناك، بدعم عربي ودولي. تصريحات عباس جاءت خلال اجتماعه في العاصمة البريطانية لندن مع وزيرة خارجية المملكة المتحدة إيفيت كوبر، حيث ناقش الطرفان تطورات الحرب على غزة وسبل إنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة.

 

لا حكم لحماس بعد الحرب

 

قال الرئيس الفلسطيني إن حركة حماس لن يكون لها أي دور في حكم غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكدًا أنها ستسلم سلاحها للسلطة الفلسطينية، لأن الهدف هو إقامة دولة غير مسلحة. وأضاف أن التحضيرات جارية لتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال عام من وقف الحرب، مشددًا على أن السلطة الفلسطينية تعمل على تأسيس نظام سياسي موحّد يضمن الشفافية والشرعية. وأكد عباس أن الانتخابات ستكون فرصة لتجديد الشرعيات الفلسطينية وإعادة بناء المؤسسات وفق أسس وطنية متينة، بما يعزز مكانة الدولة الفلسطينية على الصعيدين الداخلي والدولي.

 

شروط المشاركة في الانتخابات

 

أوضح عباس أن أي حزب أو مرشح يرغب في المشاركة بالانتخابات يجب أن يلتزم بالبرنامج السياسي والاتفاقيات الدولية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، إضافة إلى احترام مبادئ الشرعية الدولية. كما شدد على ضرورة الالتزام بمبدأ “سلطة واحدة، قانون واحد، وقوة أمنية شرعية واحدة”. وأشار إلى أن هذا النهج يعكس توجهًا نحو بناء دولة فلسطينية ديمقراطية حديثة، تضمن التعددية السياسية من جهة، وفي الوقت ذاته تحافظ على وحدة النظام السياسي والمؤسسات، بما يقطع الطريق أمام أي ازدواجية في السلطة أو الفوضى الأمنية داخل الأراضي الفلسطينية.

 

تقدير لمواقف بريطانيا

 

عباس أعرب عن شكره للحكومة البريطانية على مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية، لا سيّما في ما يتعلق بجهودها لوقف إطلاق النار بشكل دائم، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما أشاد بموقف لندن الرافض للاستيطان الإسرائيلي وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ومساهماتها في الجهود الدولية لتحقيق حل الدولتين. وأكد أن الدعم البريطاني يشكّل رافعة سياسية مهمة لإحياء عملية السلام المتعثرة، ويمنح الفلسطينيين دفعة جديدة لمواصلة نضالهم السياسي والدبلوماسي في سبيل تحقيق حقوقهم الوطنية المشروعة.

 

اعتراف بريطاني منتظر بدولة فلسطين

 

ثمّن عباس القرار التاريخي للمملكة المتحدة بشأن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك أواخر سبتمبر الجاري، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل تصحيحًا لظلم تاريخي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام جهود السلام. ووصف القرار بأنه تطور مهم يساهم في تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية، ويشكّل أساسًا لإعادة إحياء مسار سياسي شامل يقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة.

اقرأ أيضاً

فرنسا على أعتاب أزمة سياسية جديدة مع تعيين رئيس وزراء جديد

التزام بالسلام وحل الدولتين

 

وجدد الرئيس الفلسطيني استعداده للتعاون مع بريطانيا والمجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام العادل والشامل، مؤكّدًا تمسك فلسطين بحل الدولتين وإقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد على أن الدولة الفلسطينية المنشودة ستعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن واستقرار وسلام وحسن جوار، بما يفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة تقوم على العدالة والاعتراف المتبادل وإنهاء عقود طويلة من الصراع والمعاناة الإنسانية.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى