استهداف إسرائيلي دقيق في الدوحة: محاولة اغتيال لقيادات حماس وخالد مشعل خارج دائرة القصف

في تطور جديد يهدد بتوسيع رقعة الصراع بين إسرائيل وحركة حماس، أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت ما وصفته بـ”قيادة حماس في الخارج” داخل العاصمة القطرية الدوحة. يأتي هذا الاستهداف وسط توتر متصاعد منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في القطاع، وأعادت الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي إلى واجهة الاهتمام العالمي.
الرواية الإسرائيلية: ضربة محسوبة ومبنية على استخبارات دقيقة
في بيان مشترك صدر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”، أكدت تل أبيب أنها نفذت “غارة جوية دقيقة” استهدفت اجتماعًا لقيادات من حركة حماس. وأضاف البيان أن المستهدفين “قادوا أنشطة حماس لسنوات، ويُحمّلون مسؤولية مباشرة عن هجمات السابع من أكتوبر، وإدارة الحرب ضد إسرائيل”.
وأوضح البيان أن العملية “سبقتها خطوات لتجنب إصابة المدنيين، شملت استخدام ذخائر دقيقة ومعلومات استخبارية إضافية”، ما يعكس حرصًا إسرائيليًا، ولو إعلاميًا، على تقليل الأضرار الجانبية لتفادي الإدانة الدولية، خاصة بالنظر إلى أن العملية نُفذت داخل دولة ذات سيادة هي قطر.
الأهداف المستهدفة: خليل الحية في الواجهة
وفقًا لتقارير إعلامية، فإن الهدف الرئيسي من العملية كان خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس والمسؤول عن ملف غزة. وتشير بعض المصادر إلى أنه كان حاضرًا في الاجتماع المستهدف. بينما نفت جهات أخرى إصابته أو مقتله، ولم تصدر حتى الآن أي تأكيدات رسمية من جانب حماس بشأن مصير الحية أو من كانوا برفقته.
خالد مشعل نجا من الهجوم
من جهة أخرى، نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس وأحد أبرز وجوهها القيادية، لم يكن حاضرًا في الاجتماع، مشيرة إلى أنه “لم يتم تحييده”، بحسب التعبير المستخدم في الأوساط الأمنية الإسرائيلية. وتُعد هذه المعلومة مهمة، نظرًا للدور المحوري الذي لا يزال يلعبه مشعل في إدارة العلاقات الإقليمية والدبلوماسية للحركة.
قطر في موقف حساس
تنفيذ عملية عسكرية في قلب العاصمة القطرية يضع الدوحة في موقف دبلوماسي معقّد. فقطر تستضيف عددًا من قادة حماس منذ سنوات وتقوم بدور الوسيط في مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بين الطرفين. هذا التطور قد يحرج القيادة القطرية أمام حلفائها، خاصة الولايات المتحدة، ويثير تساؤلات حول مدى اختراق السيادة القطرية أمنياً، أو وجود تنسيق ضمني أو اختراق استخباراتي سمح بوقوع الهجوم.
ردود الفعل: ترقب وإدانة محتملة
حتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من قطر حول الحادثة، كما لم يصدر رد فعل دولي فوري. إلا أن مراقبين يتوقعون أن تؤدي العملية إلى تصعيد سياسي وربما أمني، خاصة إذا ثبت سقوط ضحايا أو إصابات بين المدنيين أو قيادات حماس. كما يتوقع أن تعلن الحركة ردًا إعلاميًا أو ميدانيًا خلال الساعات المقبلة.
الخلاصة: بداية مرحلة جديدة؟
إذا تأكدت تفاصيل الهجوم، فإن ما حدث في الدوحة قد يُمثّل بداية لتحول جذري في أسلوب المواجهة بين إسرائيل وحماس، يتجاوز جغرافيا غزة إلى استهداف القيادة في الخارج، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد على أكثر من جبهة، ويطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الوساطات الإقليمية، ودور الدول المستضيفة لقيادات حماس.