غازات غامضة على كوكب K2-18b: أقوى دليل علمي حتى الآن على وجود حياة خارج الأرض

في تطور علمي وصف بأنه الأهم منذ سنوات في مجال الفلك، أعلن علماء يستخدمون تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي عن رصد أقوى دليل حتى الآن على احتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض. وقد تم رصد آثار لغازين حيويين على كوكب يُدعى (K2-18b)، يُعتقد أنه يحتوي على بيئة مشابهة لتلك التي يمكن أن تدعم أشكالاً من الحياة.
الكوكب الغامض: K2-18b تحت المجهر
كوكب K2-18b هو كوكب خارج المجموعة الشمسية يقع على بعد حوالي 120 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الأسد. ويُصنف ضمن ما يُعرف بـ”الكواكب الهيدروجينية”، التي يعتقد أنها تحتوي على غلاف جوي غني بالهيدروجين وربما محيطات من المياه السائلة، وهو ما يجعله مرشحًا لاحتضان الحياة كما نعرفها
الغازان اللذان أثارا الجدل: DMS وDMDS
الفريق البحثي اكتشف وجود آثار لغازي ثنائي ميثيل الكبريتيد (DMS) وثنائي ميثيل ثاني الكبريتيد (DMDS) في الغلاف الجوي للكوكب. هذان الغازان مثيران للاهتمام بشكل خاص لأنهما على الأرض ينتجان في الغالب من قبل كائنات حية دقيقة مثل الطحالب البحرية، ولا يعرف وجود مصادر غير حيوية طبيعية لهما على كوكب الأرض.
تعليق العلماء: تفاؤل مشوب بالحذر
قال الدكتور ديفيد كليمنتس، عالم الفيزياء الفلكية في “إمبريال كوليدج لندن” والذي لم يشارك في الدراسة، إن “وجود هذه المواد الكيميائية قد يكون مؤشراً قوياً على وجود نشاط بيولوجي”. ومع ذلك، شدد على ضرورة توخي الحذر في تفسير هذه النتائج، لأن التحقق من وجود حياة ميكروبية فعلية يحتاج إلى مزيد من الأدلة القاطعة والتكرار العلمي.
“جيمس ويب” يعزز السباق نحو اكتشاف الحياة
تلسكوب “جيمس ويب”، الذي أُطلق في نهاية عام 2021، يتمتع بقدرة غير مسبوقة على تحليل مكونات الغلاف الجوي للكواكب البعيدة. وهذا الاكتشاف يعكس مدى التقدم التكنولوجي في أدوات الرصد الفضائي، ويُعيد الزخم للجهود العلمية الرامية إلى فهم ما إذا كنا وحدنا في الكون.
الآثار الفلسفية والعلمية
في حال تم تأكيد وجود حياة ميكروبية على K2-18b، فإن ذلك سيشكل تحولاً تاريخيًا في فهمنا لمكانة الإنسان في الكون، ويطرح تساؤلات جوهرية حول أصل الحياة، واحتمال وجود حضارات أخرى قد تكون أكثر تطورًا أو تمر بمرحلة مماثلة للحياة على الأررض.
شكوك علمية واستدعاء للتريث
رغم الحماس الكبير، دعا عدد من العلماء إلى عدم التسرع في تفسير النتائج، لأن الظواهر الكيميائية المعقدة في الفضاء قد تُنتج مركبات مشابهة لتلك المرتبطة بالحياة دون أن تكون بيولوجية المنشأ. وبالتالي، لا تزال الحاجة قائمة لمزيد من الملاحظات والتحليلات لتأكيد هذه الفرضيات.
خلاصة: خطوة نحو الجواب الأكبر
اكتشاف الغازات DMS وDMDS في الغلاف الجوي لكوكب K2-18b قد لا يكون الجواب النهائي عن وجود الحياة في الكون، لكنه أقرب خطوة علمية حتى الآن نحو إثبات ذلك. ومع تطور أدوات الرصد الفضائي وتحليل البيانات، فإن احتمالية وجود حياة خارج الأرض لم تعد مجرد خيال علمي، بل موضوع علمي جاد ومطروح بقوة على طاولة البحث العالمي.