خاتم الرسول… سر وزنه وفصه ونقشه وتاريخ صياغة

تؤكد كتب السيرة والحديث أن النبي محمد ﷺ اتخذ لنفسه خاتماً من فضة، وكان فصه من حجر حبشي أسود اللون، عُرف ببساطته وابتعاده عن أي مظهر من مظاهر الترف أو المبالغة. وقد كان النبي ﷺ يرتدي هذا الخاتم في خنصر يده، سواء اليمنى أو اليسرى، كما روت بعض الأحاديث.
الوزن الخفيف ودلالة الاستعمال
تشير الروايات إلى أن وزن خاتم الرسول ﷺ كان قريباً من مثقال واحد، أي ما يعادل نحو أربعة جرامات فقط، وهو وزن خفيف، يؤكد أن الهدف من الخاتم لم يكن للزينة وإنما للاستعمال الرسمي في ختم الرسائل والمكاتبات.
النقش الفريد على ثلاثة أسطر
الخاتم حمل نقشاً مميزاً يتكون من ثلاثة أسطر، جاء فيها اسم النبي ﷺ ولقبه، مكتوبة بطريقة تعكس الترتيب الأدبي والتوقير لاسم الله تعالى، فجاء النقش كما يلي:
السطر الأول: محمد
السطر الثاني: رسول
السطر الثالث: الله
وبذلك صار الخاتم وسيلة رسمية يعتمدها النبي ﷺ في توثيق رسائله الموجهة إلى الملوك والزعماء مثل هرقل وكسـرى والمقوقس.
رحلة الخاتم بعد وفاة النبي
بعد وفاة الرسول ﷺ، انتقل الخاتم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعدهما إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي ظل يحتفظ به حتى وقع منه في بئر “أريس” بالمدينة. ورغم محاولات الصحابة المستمرة لاستخراجه، إلا أنه فُقد إلى الأبد، فكان ذلك حدثاً مؤلماً ترك أثراً بالغاً في نفوس المسلمين آنذاك.
رمزية خاتم النبي عبر التاريخ
ظل خاتم الرسول ﷺ رمزاً دينياً وتاريخياً مهماً، لا من حيث قيمته المادية، بل بما حمله من دلالة على البساطة والوقار والرسالة العظيمة التي مثّلها النبي الكريم. كما أصبح النقش المحفور عليه شاهداً على أولى المراسلات الدبلوماسية في التاريخ الإسلامي.