تقرير: بولندا تسقط طائرات مسيّرة اخترقت مجالها الجوي خلال هجوم روسي على أوكرانيا

في تطور خطير للصراع الدائر في أوكرانيا، أعلنت بولندا أنها أسقطت عددًا من الطائرات المسيّرة التي انتهكت مجالها الجوي أثناء هجوم روسي واسع على الأراضي الأوكرانية. ووصفت وارسو الحادث بأنه “عمل عدواني”، مؤكدة أنها لجأت إلى تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الوطنية وحلف الناتو، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ بداية الحرب.
تحركات عاجلة للحكومة البولندية
رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أكد أنه على اتصال دائم مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، وأعلن عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء صباح الأربعاء لمتابعة تطورات الموقف. وقال توسك في بيان: “عملية عسكرية جارية للتعامل مع الانتهاكات المتكررة للمجال الجوي البولندي، والقوات المسلحة استخدمت الأسلحة ضد هذه الأهداف.”
تفاصيل العملية العسكرية
قيادة الجيش البولندي أوضحت أن الرادارات رصدت أكثر من عشرة أجسام طائرة، بعضها شكّل تهديدًا مباشرًا وتمت “تحييده”. وأضافت أن البحث جارٍ عن أماكن سقوط الحطام المحتمل لتلك المسيّرات.
تأثيرات على الملاحة الجوية
أُغلقت عدة مطارات رئيسية، أبرزها مطار شوبان في وارسو، نتيجة العمليات العسكرية. كما أعلنت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) إغلاق ثلاثة مطارات أخرى، منها مطار ريزشوف جنوب شرقي البلاد الذي يُعتبر مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
المواقف الدولية
في الولايات المتحدة، حذّر السيناتور الديمقراطي ديك دوربن من أن انتهاكات الأجواء البولندية دليل على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يختبر صلابة الغرب” في حماية بولندا ودول البلطيق. وأضاف: “هذه الانتهاكات لا يمكن تجاهلها، خاصة بعد المذابح التي يواصل بوتين ارتكابها في أوكرانيا.”
السياق الإقليمي والتوتر مع روسيا وبيلاروسيا
يأتي هذا التصعيد قبل أيام من انطلاق مناورات “زاباد” الروسية ـ البيلاروسية، التي أثارت قلقًا أمنيًا واسعًا في المنطقة. وردًا على ذلك، أعلنت بولندا نيتها إغلاق حدودها مع بيلاروسيا، بينما اتخذت ليتوانيا إجراءات لتعزيز مراقبة حدودها.
خلفية الحادث
بولندا كانت قد شهدت في عام 2022 سقوط صاروخ أوكراني بالخطأ على إحدى قراها الحدودية، ما أدى إلى مقتل شخصين، لكن لم يسبق أن أعلنت رسميًا عن تدمير طائرات مسيّرة داخل مجالها الجوي حتى هذه الحادثة.