الاقتصاد

إثيوبيا تتحول إلى رائدة غير متوقعة في ثورة السيارات الكهربائية من أزمة الوقود إلى الاعتماد على الكهرباء

في خطوة مفاجئة، أصبحت إثيوبيا أول دولة تحظر استيراد السيارات العاملة بالبنزين والديزل، في إطار سعيها للتحول إلى السيارات الكهربائية (EVs).

ويأتي هذا القرار بعد سنوات من أزمة الوقود المزمنة، حيث كان السكان يضطرون للانتظار لساعات طويلة للحصول على البنزين. يقول المعماري ديغارغ بيكيله: “الانتقال إلى سيارة كهربائية وفر لي الكثير من الوقت ولم أعد أواجه طوابير المحطات.”

انتشار السيارات الكهربائية في العاصمة

قبل عام، كانت السيارات الكهربائية نادرة في إثيوبيا. اليوم، أصبحت جزءًا من المشهد اليومي في أديس أبابا، مع انتشار سيارات العلامة الصينية BYD، التي تجاوزت تسلا مؤخرًا كأكبر صانع سيارات كهربائية في العالم.

تشير وزارة النقل إلى وجود نحو 115 ألف سيارة كهربائية على الطرق من إجمالي 1.5 مليون سيارة، مع هدف الوصول إلى 500 ألف بحلول 2030.

سد الفجوة الكهربائية بمشروع النهضة

تعاني إثيوبيا من انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، إذ لا يحصل نصف السكان على الكهرباء، ويملك ثلث الأسر وصلات مباشرة بالشبكة.

لكن سد النهضة الإثيوبي الكبير الذي افتتح مؤخرًا، بسعة إنتاجية تصل إلى 5150 ميغاواط، سيضاعف الطاقة الكهربائية المتاحة ويعزز القدرة على تشغيل السيارات الكهربائية.

الدوافع الاقتصادية والبيئية

تعتبر الاستفادة من الطاقة الكهرومائية الرخيصة والنظيفة أحد أهم دوافع الحكومة. فالإثيوبيون ينفقون نحو 4.5 مليار دولار سنويًا على الوقود المستورد. يقول وزير النقل باريهو هاسين: “السياسات الخضراء والاقتصادية توحدنا نحو مستقبل أكثر استدامة.”

تكاليف تشغيل السيارات الكهربائية أقل بكثير، كما شهد سائق التاكسي فايرف تيلاهون، الذي انخفض إنفاقه الشهري على الطاقة من 20,000 بير إثيوبي إلى أقل من 3,000 بير.

تشجيع الإنتاج المحلي

إثيوبيا بدأت خطوات لتجميع السيارات الكهربائية محليًا، مثل مصنع Belayneh Kinde Group على مشارف أديس أبابا، الذي يجمع حاليًا 150 حافلة صغيرة صينية.

ويأمل المسؤولون في أن يساهم ذلك في خلق وظائف وتطوير مهارات محلية، بدل الاعتماد الكامل على الاستيراد.

تحديات البنية التحتية

رغم الانتشار السريع، تواجه البلاد نقصًا حادًا في محطات الشحن، إذ لا تتجاوز 100 محطة مقابل هدف يزيد عن 2,300 محطة، معظمها في العاصمة فقط.

يشكو المواطنون من صعوبة السفر خارج المدينة، حيث تنقطع الكهرباء بشكل متكرر، ويخشى كثيرون من نفاد شحن السيارات على الطرق الطويلة.

المستقبل والتوقعات

رغم التحديات، يرى مستخدمو السيارات الكهربائية المتحمسون أن التحول يمثل فرصة للاقتصاد والبيئة معًا. يقول أحد مديري شركات النقل التشاركي: “كنت متشككًا في البداية، لكن بعد تجربتي اقتنعت بأن هذه الخطوة ستنجح إذا تحسنت البنية التحتية.”

اقرأ أيضاً:

استقرار أسعار الحديد في مصر اليوم وسط ترقب لتحركات جديدة خلال سبتمبر

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى