قال هاني أبو عاقلة، كبير محللي الأسواق لدى شركة XTB MENA، إن سوق الذهب يعيش حالة من الترقّب قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتقب هذا الأسبوع، وسط توقّعات قوية بأن يقرّر المجلس خفض أسعار الفائدة.
وأكد أبو عاقلة أن قرار خفض الفائدة بات شبه محسوم في ظل المؤشرات الاقتصادية الأخيرة، غير أن الأنظار تتجه أكثر إلى نبرة الخطاب الذي سيصدر عن الفيدرالي خلال مؤتمره الصحفي، والذي سيعقب إعلان القرار مباشرة.
التركيز على توجهات الفيدرالي المستقبلية
وأشار أبو عاقلة إلى أن الأسواق لا تترقّب فقط القرار نفسه، بل تنتظر إشارات من الفيدرالي حول مستقبله النقدي، أي ما إذا كان سيواصل سياسة التيسير النقدي بوتيرة متسارعة أو سيعتمد أسلوبًا أكثر حذرًا.
وأضاف: “المعطيات الاقتصادية الحالية، وعلى رأسها تباطؤ التضخم وتراجع أرقام الوظائف، قد تدفع الفيدرالي إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، وليس الاكتفاء بخفض تدريجي وبطيء”.
الذهب في مسار صاعد… والـ 3700 دولار هدف متوقع
وفي ضوء هذه التوقّعات، رجّح أبو عاقلة أن يواصل الذهب أداءه الإيجابي خلال الفترة المقبلة، متوقعًا أن “يقترب من مستويات 3700 دولار للأونصة إذا ما تأكدت نبرة التيسير النقدي من الفيدرالي”.
وأشار إلى أن الذهب يستفيد من ضعف الدولار وتراجع العوائد على السندات الأميركية، وهما عاملان رئيسيان يدفعان المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
وأوضح أن التوترات الجيوسياسية العالمية، إلى جانب المخاوف الاقتصادية في عدد من الاقتصادات الكبرى، تُعزز أيضًا من جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط واستثمار طويل الأمد.
عوامل فنية داعمة للصعود
من الناحية الفنية، يرى محللو الأسواق أن الذهب نجح في كسر مستويات مقاومة مهمة خلال الأسابيع الماضية، مما فتح الباب أمام موجة صعود جديدة.
وقال أبو عاقلة: “في حال استقر الذهب فوق مستوى 3600 دولار خلال الأسبوع المقبل، فإن الطريق سيكون مفتوحًا نحو 3700 دولار ثم 3800 دولار على المدى المتوسط”.
ومع ذلك، حذّر من أن السوق قد يشهد بعض التقلبات المؤقتة بسبب المضاربات، داعيًا المستثمرين إلى متابعة المؤشرات الفنية والاقتصادية معًا لتحديد اتجاهاتهم الاستثمارية.
الخلاصة
يتّجه سوق الذهب إلى مرحلة حاسمة هذا الأسبوع مع اجتماع الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يكون لقرار الفائدة وتوجّه البنك المركزي في الفترة المقبلة تأثير مباشر على أسعار الذهب.
ومع ترجيحات خفض الفائدة وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، يبدو أن المعدن الأصفر يتجه بثبات نحو مستويات قياسية جديدة، ما لم تطرأ مفاجآت من جانب السياسة النقدية أو الأوضاع الجيوسياسية.
اقرأ أيضاً:
العامة تسلّم 200 كيلوجرام من الذهب للبنك المركزي دعمًا للاحتياطي النقدي المصري
