الوكالات

معركة البنتاغون والكونغرس: هل يحصل الجيش الأمريكي على حرية الإنفاق لمواجهة تهديدات المسيّرات؟

في مواجهة متصاعدة داخل أروقة الكونغرس، أعلن وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول أنه يخوض ما وصفه بـ”حرب مقدسة” لإقناع المشرعين بضرورة منحه صلاحيات أوسع في إدارة ميزانية الجيش، خصوصًا فيما يتعلق بالحرب الإلكترونية والطائرات المسيّرة وأنظمة مكافحة الطائرات من دون طيار. ويأتي هذا الجدل وسط توتر مزمن بين البنتاغون والكونغرس بشأن الثقة في كيفية إنفاق أموال دافعي الضرائب، حيث يصر المشرعون على مراقبة دقيقة لمشاريع التحديث العسكري بعد إخفاقات متكررة. بالنسبة لدريسكول، فإن عدم وجود مرونة مالية كافية يهدد بترك الجيش متخلفًا عن التطورات التكنولوجية المتسارعة، في وقت تتغير فيه موازين القوة على ساحات المعارك الحديثة.

 

صدام طويل حول المال والرقابة

أكد دريسكول أن محاولاته خلال الأشهر الثمانية الأولى في منصبه اصطدمت بجدار من الرفض في الكونغرس. وأوضح أن تغيّر القيادات وتذبذب التمويل دفعا المتعاقدين إلى قبول عقود مكلفة، بينما عمّق فشل مشاريع التحديث شكوك المشرعين. وأضاف أن الجيش يحتاج إلى حرية شراء معدات متعددة الأنواع والنماذج لتغطية أكثر من 1500 بند عسكري. لكنه أشار بمرارة إلى أن هذه المرونة المطلوبة لا تمثل سوى 1% من ميزانية الجيش، ورغم ذلك يواجه “معركة شرسة” لانتزاع الموافقة عليها، معتبرًا أن التعنت يعوق قدرة المؤسسة العسكرية على التكيف السريع مع التهديدات المستجدة.

 

التكنولوجيا تتجاوز المسارات التقليدية

يرى وزير الجيش أن الآليات التقليدية لاقتناء المعدات أصبحت عاجزة عن مواكبة التطور السريع، إذ إن تقنيات الحرب الإلكترونية تتغير في غضون أسابيع لا سنوات. واستشهد بما يجري في ساحات أوكرانيا، حيث تتفوق التقنيات الجديدة بسرعة مذهلة على الأنظمة القديمة. لذلك شدد على أن التأخير في تحديث العتاد يهدد بتحويل الإنفاق إلى عبء دون نتائج ملموسة. وأكد أن المرونة المالية ليست رفاهية، بل ضرورة حتمية لضمان عدم تسلم الجنود أدوات قتالية عفا عليها الزمن عند وصولها إلى أرض المعركة، وهو ما يضعف قدرة الجيش على الصمود أمام التحديات.

 

مأزق الثقة بين الجيش والكونغرس

أقر دريسكول بأن الجيش لم يكن دائمًا على مستوى الثقة الممنوحة له في إدارة أموال دافعي الضرائب، وهو ما يفسر تشدد الكونغرس في الرقابة. لكنه اعتبر أن الوضع الحالي يمثل معضلة “البيضة والدجاجة”: إذ لن يتمكن الجيش من تحقيق انتصارات كبيرة تبرر منحه الثقة إلا إذا حصل أولًا على المرونة المطلوبة في التمويل. وأكد أن المشرعين يطالبون بضمانات إضافية، لكن التهديدات الماثلة أمام الولايات المتحدة تستدعي قرارات سريعة. وأوضح أن التردد المستمر قد يترك البلاد مكشوفة أمام مخاطر غير مسبوقة.

 

تهديدات متصاعدة وضغوط سياسية

أعرب دريسكول عن تفاؤله الحذر بأن ارتفاع مستوى النقاش سيزيد إدراك المخاطر، خصوصًا احتمال استخدام طائرات مسيّرة في هجوم داخل الأراضي الأمريكية، سواء في الملاعب أو الموانئ أو على الحدود. وأكد أن إقناع صناع القرار بهذه المخاطر سيدفعهم في النهاية إلى اتخاذ القرار الصائب. وأشار إلى أن الجدل الدائر يتزامن مع مناقشة قانون تفويض الدفاع الوطني، ما يجعل الرهان أكبر من أي وقت مضى. وختم بالتأكيد أن الجيش يعتبر الحصول على هذه المرونة “قضية وجودية”، واصفًا المعركة التشريعية بأنها “التلة التي نحن مستعدون للموت فوقها”.

اقرا ايضا

صدمة خطاب ترامب: تراجع الالتزام الأمريكي بالأمم المتحدة

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى