لا علاقة خاصة مع أفعى: لماذا تقبّل سترمر ترامب مخاطر الأمة

مراجعة نقدية لزيارة ترامب وتداعياتها على السيادة والاقتصاد الرقمي البريطاني
قصيدة تحاكي واقعًا سياسيًا
يبدأ العمود بتذكير قارئه بمشهد ربما أغفله النقاش العام: حب دونالد ترامب لقصيدة/أغنية «الثعبان» (The Snake)، التي يقدمها كرمز وسرد مبسط للعالم حسب رؤيته — منقذٌ طيبُ القلب يُخدَع ثم يُلدغ. استخدم البيت الأبيض مؤخرًا هذا المقتطف في فيديو رسمي، لتأكيد رابط واضح بين خطاب ترامب وتفسيره القاسي للهجرة والأمن. هذه الصورة الشعرية، كما يرى الكاتِب، تعبّر بدقة عن ديناميكية العلاقة بين ترامب والمؤسسة البريطانية: ضيف مسيء يبتسم ثم يلدغ.
سترمر والاحتفالات — صفقة أم استرضاء؟
خلال العام الماضي انغمس كيير سترمر في استمالة واشنطن: زيارة دولة ثانية غير مسبوقة، مأدبة في قلعة، لقاءات في تشيكرز، وترويج لصفقات استثمارية كبرى تُروّج كإنجاز حكومي. لكن الكاتِب يحذر أن ما أُعلن يتجاوز العناوين المبهرجة؛ كثير من الاستثمارات المعلنة هي مشاريع طويلة مُعاد تغليفها أو اتفاقات تخدم في الأساس شركات أمريكية عملاقة أكثر من المجتمع البريطاني.
مراكز البيانات: «استثمار» أم تنازل عن البنية التحتية؟
النقطة المركزية في التحليل هي التفوق الأمريكي في بنية تحتية حيوية للذكاء الاصطناعي: مراكز بيانات ضخمة (hyperscale) تُقام الآن في بريطانيا لخدمة ماكينات السيلكون فالي. هذه المنشآت — وفقًا للمقال — ليست مصانع تُوظف آلاف العمال بشكل دائم، بل مشاغل آلية تخزن وتعالج بيانات الناس. مثال بلَيث في نورثمبَرلاند يظهر أن البناء قد يوفر عدداً مؤقتاً من العمال، لكن التشغيل الدائم يحتاج إلى أعداد قليلة من الموظفين ذوي المهام التشغيلية الروتينية. والعائد الأكبر يعود لمزودي العتاد والذكاء الاصطناعي الأميركيين.
مخاطر السيادة الرقمية والموارد المحلية
الكاتِب يستشهد بتحذيرات محلية — من ضغوط على شبكات الكهرباء إلى نفاد الموارد المائية — ويقارن مراكز البيانات بوجود عسكري أجنبي على أرض وطنية: بنى تحتية تقع خارج رقابة فعلية للحكومة، قد تستفيد من امتيازات ضريبية وتشدّ اقتصادنا الرقمي نحو الخارج. حتى تحذيرات نيّك كليغ وجون كونليف تشير إلى إمكانية «تسليح» النفوذ الأميركي عبر أنظمة الدفع والبِنية التحتية المالية إذا ما تعارضت الدول مع سياسات البيت الأبيض.
دخل استثماري أم خروج لقيمة الوطن؟
النصف الآخر من التحذير يتعلق بفكرة «الاستثمار الأجنبي» كحل اقتصادي سهل. أمثلة سابقة — مثل شركات استحوذت على أصول بريطانية ثم أعادتها بمشاكل للمستهلكين والقطاعات (ملاعب، مرافق مياه، رعاية) — تُذكّرنا بأن العنوان الإعلامي «وظائف واستثمار» لا يعكس دائمًا فوائد عامة مستدامة. كثير من الأموال تسيل غربًا لشراء شرائح تكنولوجية حيوية لا تُصنع هنا.
لعِب بالنار باسم النمو
الخلاصة القاسية للعمود: لا يمكن أن تُبنى «علاقة خاصة» حقيقية مع رئيس يُجسّد قصيدة تحذّر من اللدغ. استرضاء مثل هذا الطرف قد يثمر عن صفقات إعلانية كبيرة، لكنه يعرّض البلاد لخطر فقدان السيطرة على بنيتها التحتية الحيوية وسيادتها الرقمية. في مواجهة وعود النمو السريعة، يطالب الكاتِب بحس نقدي أعظم وسياسات تحفظ مصالح المجتمع بدلاً من التقليل من مخاطره عبر نبضات تصويرية ورقمية.
اقراء أيضاً:
معركة البنتاغون والكونغرس: هل يحصل الجيش الأمريكي على حرية الإنفاق لمواجهة تهديدات المسيّرات؟