خطت الصناعة الدفاعية البولندية خطوة جديدة مع منظومة GNOM الأرضية الانتحارية التي طورتها شركة MACRO-SYSTEM، والتي جرى اختبارها خلال مناورات Iron Gate 25 مع الفرقة الآلية الـ18. صُممت GNOM لتقديم ضربات دقيقة ضد أهداف مدرعة ومراكز قيادة مع بقاء منخفض يعيق رصدها، ما يجعلها بديلاً برّياً منخفض التكلفة عن بعض القدرات الجوية المكلفة. خلال التمرين نفّذت المنظومة مهام استطلاع وضربات حركية واختبار ربط تحكم عبر كابل ليفي بصري بطول يصل إلى خمسة كيلومترات، ما يضمن استمرارية العمل في بيئات مشوشة كهرومغناطيسياً. الشركة عرَضت أيضاً منصة أكبر متعددة الأدوار باسم GOBLIN للمهام اللوجستية والاستخباراتية، فيما أبدت عدة دول اهتماماً بعروض توطين الإنتاج، ما يفتح الباب أمام سوق تصديري جديد لأنظمة روبوتية أرضية مضادة للدروع.
اختبار ميداني في مناورات Iron Gate 25
جرى اختبار GNOM ميدانياً ضمن مناورات Iron Gate 25 إلى جانب الفرقة الآلية الـ18، حيث أُدرجت في سيناريوهات تماثل مواجهة أعمدة مدرعة متحركة. أشرف مشغّلون تلقوا تدريباً ميدانياً في تضاريس جبلية قبل الانتقال إلى مرحلة التمرين العملي في أورزيش، ما مكّن المنظومة من إثبات قابلية التشغيل في ظروف حقلية صعبة. الأداء شمل مهام استطلاع أولي، تنفيذ ضربات محددة على أهداف محاكاة، وتنفيذ غارات على مراكز قيادة—مؤشراً إلى نضوجها التكتيكي وقدرتها على العمل ضمن تشكيلات مركبة.
تصميم وميزات تشغيلية تجعلها صعبة الاكتشاف
GNOM مركبة أرضية صغيرة بقرب شديد من سطح الأرض، تصميم يمنحها توقّفاً بصرياً ورادارياً نسبياً ويصعّب اكتشافها في الميدان. صغر الحجم والمناورة والسرعة يسمحان بالقيام بكمائن مفاجئة ضد دبابات ومدرعات وخطوط إمداد. حمولة تفجيرية مُحسنة لمهام مكافحة المدرعات تُصمَّم لتعطيل أو تدمير أهداف مصفّحة، مع القدرة على النفاذ إلى نقاط ضعف مركبات العدو، ما يوفّر حلّاً تكتيكياً بديلاً عن الاعتماد الكثيف على منصات جوية مكلفة أو استعدادات قريبة من الخطوط الأمامية.
تحكم مستقر في بيئات مشوشة إلكترونياً
من أبرز مزايا GNOM القدرة على العمل عبر رابطين: تحكم لاسلكي تقليدي أو عبر كابل ليفي بصري بطول يصل إلى خمسة كيلومترات. الربط الليفي يقيّد تأثير التشويش الإلكتروني ويضمن قنوات بيانات مستقرة في بيئات معادية من حيث الحرب الإلكترونية. هذا التصميم يتيح للمنظومة أداء مهام دقيقة على مسافات تكتيكية مع تقليل الاعتماد على الاتصالات اللاسلكية المعرضة للاختراق أو التشويش، ما يعزّز فرص النجاح في مهام اختراق صفوف العدو أو ضرب أهداف حساسة داخل التشكيلات المدرعة.
أدوار GNOM في التمرين ونتائجها العملية
في التمرين أدّت GNOM سلسلة مهام شملت مراقبة طرق التحرك، ضرب أهداف متحركة مثل نماذج مركبات Rosomak وFord Ranger، وتنفيذ غارات على مواقع قيادة محاكاة. كما قامت بعمليات تشتيت تحت مركبات ثابتة، ما أظهر قابليتها لاختراق صفوف العدو وتوجيه ضربات مركزة على نقاط ضعف حرجة. النتائج العملية أكدت أنها ليست مجرد منصة هجومية صغيرة بل عنصر يمكن إدماجه في شبكات دفاعية تكتيكية لتقليص زخم الأعمدة المدرعة قبل وصولها إلى المواقع الحساسة.
GOBLIN: منصة أكبر للدعم واللوجستيات
إلى جانب GNOM طرحت MACRO-SYSTEM منصة أرضية أكبر اسمها GOBLIN، مخصّصة لمهام لوجستية واستخباراتية ودعم القوات. جرى تصميم GOBLIN للعمل المتواصل لسنوات قصيرة بطارية واحدة تتيح نحو عشرين ساعة تشغيل، مع قدرة على سحب أحمال تصل إلى 16 طناً، نقل معدات، إخلاء جرحى، واستطلاع الطرق لصالح ناقلات الجنود مثل Rosomak. وجود منصة متعددة الاستخدامات يعزز منظومة دعم متكاملة للقوات الميكانيكية ويجعل الاعتماد على نظم برّية آلية متنوعاً بين قدرات هجومية ولوجستية.
انعكاسات تكتيكية وسوق محتمل للتصدير
ظهور أنظمة أرضية روبوتية متخصّصة يعيد تشكيل عقيدة القتال البري بالتحوّل نحو التوزيع والدقة بدل الاعتماد الحصري على الدبابات الثقيلة. GNOM تُسوَّق كحل منخفض التكلفة وقابل لإعادة الاستخدام مقارنة بمنصات جوية باهظة، ما يضعها في خانة حلول جذابة لبلدان تبحث عن مضادات مدرعات مرنة. اهتمام دولي وعروض لتوطين الإنتاج في أوروبا وآسيا يشيران إلى إمكانية فتح سوق تصديري واسع خاصة للدول ذات الميزانيات المحدودة أو التي تسعى لتعزيز قدراتها المضادة للدروع بصورة لا تتطلب تكلفة عالية.
في الساحة التكتيكية المتغيرة، توفر GNOM وGOBLIN إمكانات لإعادة توزيع المعركة البرية: من ضربات مركزة متفرّقة إلى دعم لوجستي آلي، ما قد يجعل الاعتماد على قوى صغيرة وذكية ركيزة جديدة في مواجهة الأعمدة المدرعة المستقبلية.
اقرأ أيضاً
فوجيان تدشن عصر التفوق البحري الصيني بتقنيات تنافس واشنطن
