أكد وزير سلاح الجو الأمريكي تروي ماينك أن المؤسسة العسكرية لن تواجه فراغًا في قيادتها العليا مع اقتراب موعد تقاعد رئيس الأركان الحالي الجنرال ديفيد ألوين. وأوضح ماينك، خلال لقائه مع عدد من الصحفيين على هامش منتدى عسكري في ماريلاند، أن إجراءات اختيار قائد جديد ستتم قبل مغادرة ألوين منصبه في نوفمبر المقبل. ويأتي هذا التصريح لقطع الطريق أمام التكهنات بشأن احتمال غياب القيادة في لحظة حساسة، خصوصًا بعد أن فجّر ألوين مفاجأة في أغسطس بإعلانه التنحي قبل انتهاء ولايته الممتدة لأربع سنوات.
ألوين يترك المنصب مبكرًا
قرار ألوين بالتقاعد في منتصف ولايته أثار تساؤلات داخل أروقة البنتاغون. الجنرال الذي قضى 23 عامًا في الخدمة كرئيس أركان، أكد أنه سيواصل مهامه حتى استكمال تعيين خلف له، لضمان استقرار القيادة. المفاجأة جاءت في وقت حساس تشهده المؤسسة العسكرية مع تزايد التحديات الاستراتيجية، خصوصًا أن منصب نائب رئيس الأركان ظل شاغرًا منذ فبراير الماضي بعد إقالة الجنرال جيم سلايف وعدد من القيادات البارزة من قبل الرئيس دونالد ترامب، ما عزز المخاوف بشأن فراغ متزامن في أهم موقعين قياديين داخل سلاح الجو.
عقبات أمام تسمية نائب جديد
رغم محاولات البيت الأبيض سد الفجوة، واجهت عملية تعيين نائب جديد تعقيدات سياسية. ففي يوليو الماضي، تم ترشيح الجنرال توماس بوسير لهذا المنصب، غير أن تقارير صحفية متخصصة كشفت مؤخرًا عن سحب الترشيح بشكل مفاجئ. وزير سلاح الجو ماينك رفض التعليق المباشر على مصير هذه التسمية، مكتفيًا بالتأكيد على أن الأمر يخضع لآليات الإدارة الأمريكية، لكنه شدد على أنه يعمل مع ألوين لضمان تعيين قائد جديد قبل حلول موعد التقاعد، لتفادي أي ارتباك في مسار القيادة العليا للقوات الجوية.
خلفيات قرار التقاعد
بحسب تقارير نشرها موقع “ديفنس وان”، فإن قرار ألوين بالتقاعد لم يكن مفاجئًا فقط بسبب توقيته، بل أيضًا بسبب دوافعه المرتبطة برغبته في دفع إصلاحات جذرية داخل سلاح الجو. فقد تبنى الجنرال مشروع “إعادة التهيئة للتنافس بين القوى الكبرى”، وهو برنامج بدأ في عهد الإدارة السابقة ويهدف إلى إعادة رسم هيكلية القوات لمواكبة التحديات الاستراتيجية مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا. ورغم التحديات البيروقراطية، كان ألوين يسعى لتسريع وتيرة هذه التغييرات حتى وهو يستعد لمغادرة منصبه.
إصلاحات مرتقبة
في سياق متصل، أشار الوزير ماينك إلى أن قيادة سلاح الجو تدرس حزمة تعديلات تنظيمية عميقة لمواكبة التغيرات في بيئة التهديدات العالمية. وأوضح أن القرارات قيد المراجعة حالياً، لكنها ستدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر المقبلة، مؤكداً أن العمل المؤسسي لن يتأثر بانتقال القيادة. وبينما يقترب موعد رحيل ألوين، تتجه الأنظار إلى من سيخلفه في قيادة أحد أهم أفرع الجيش الأمريكي، في وقت تتزايد فيه التحديات العسكرية والدبلوماسية التي تفرض على واشنطن الحفاظ على استمرارية قوية في قيادة قواتها الجوية.
اقرأ أيضاً
الطائرات الروسية تثير القلق مجددًا قرب ألاسكا
