الصين التهديد الأكبر في الفضاء.. قلق أمريكي متصاعد

حذّر قائد بارز في قوة الفضاء الأمريكية من أن الصين تظل الخطر الأول على مصالح الولايات المتحدة في الفضاء، مؤكداً أن بكين تحقق قفزات نوعية بوتيرة “مذهلة” تجعلها قادرة على منافسة القدرات الأمريكية. وقال الفريق دوغلاس شيس، قائد القوات الفضائية، إن الصين تضيف قدرات جديدة بشكل شبه شهري، ما يضع أصول بلاده الفضائية في دائرة الخطر. تصريحات شيس جاءت خلال مؤتمر “جمعية القوات الجوية والفضائية” في ماريلاند، حيث أكد أن بكين تبني منظومات هجومية معقدة تستهدف القوات الأمريكية البحرية والبرية والجوية من مسافات غير مسبوقة، مدعومة بقدرات مضادة للفضاء تثير قلقاً بالغاً في واشنطن.
قدرات صينية تتسع باطراد
أوضح شيس أن الصين طورت ما يُعرف بـ”سلسلة التدمير”، وهي آلية هجوم متكاملة تستهدف تعطيل قدرات القوات الأمريكية عبر الاستفادة من الفضاء لتعزيز مدى ضرباتها. وأشار إلى أن بكين تضيف باستمرار تقنيات مضادة للأقمار الصناعية، ما يشكل تهديداً مباشراً على البنية التحتية الفضائية الأمريكية. التقارير الاستخباراتية لقوة الفضاء تؤكد أن الجيش الصيني يعتبر العمليات المضادة للفضاء أداة ردع أساسية ضد أي تدخل عسكري أمريكي في صراع إقليمي محتمل. هذا التوجه يثير مخاوف من احتمال دخول البلدين في سباق تسلح فضائي قد يغيّر موازين القوة عالمياً.
خبراء: الخطر يمتد إلى التفوق العسكري
من جانبه، اعتبر برادلي بومان، مدير مركز القوة العسكرية والسياسية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن النشاط الصيني في الفضاء يمثل أحد أخطر ملفاتها العسكرية. وأوضح أن الفضاء يمنح الجيش الأمريكي “أعيناً وآذاناً” في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأن فقدان هذه الأفضلية قد يشكل خطراً استراتيجياً. وأضاف أن التفوق الصيني في قدرات الاستطلاع والاستهداف عبر الفضاء يعني أن واشنطن قد تواجه تحديات أكبر في رصد التهديدات المبكرة، ما قد يضعف استجابتها في أوقات الأزمات ويقودها إلى مواقف عسكرية أكثر صعوبة.
سباق أقمار صناعية متسارع
شدد شيس على ضرورة أن تواصل الولايات المتحدة نشر المزيد من الأقمار الصناعية، خصوصاً أقمار الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ISR ، لضمان حماية قواتها والحفاظ على تفوقها. ووفقاً لأحدث تقرير استخباراتي لقوة الفضاء، بلغ عدد الأقمار الصناعية الصينية أكثر من 1,189 قمراً في يوليو 2025، بزيادة هائلة تقدر بـ927% مقارنة بنهاية عام 2015. أكثر من 500 قمر منها مخصص للاستطلاع ومجهز بأنظمة استشعار متعددة، بما في ذلك الرادار وأجهزة بصرية متقدمة، ما يعزز قدرة بكين على تتبع حاملات الطائرات والأساطيل الجوية الأمريكية بدقة متناهية.
قلق أمريكي من فقدان الهيمنة
تجمع تصريحات المسؤولين والخبراء على أن تفوق الصين الفضائي المحتمل لا يشكل مجرد تهديد تقني، بل يمثل خطراً استراتيجياً قد يغير طبيعة الحروب المستقبلية. فالتفوق في الفضاء يعني امتلاك اليد العليا في مجالات الرصد المبكر والتوجيه القتالي والسيطرة على مسرح العمليات. وإذا تمكنت بكين من كسر الهيمنة الأمريكية في هذا المجال، فقد تجد واشنطن نفسها أمام سيناريوهات عسكرية معقدة قد تصل إلى فقدان معارك حاسمة. هذه المعادلة تضع الولايات المتحدة أمام تحدٍ استراتيجي مصيري للحفاظ على مكانتها كقوة فضائية عظمى.