حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لتوسيع نطاق حربه الدائرة في أوكرانيا من خلال استهداف دولة أوروبية أخرى، مشيراً إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة لموسكو عبر الطائرات المسيّرة والمقاتلات تمثل اختباراً لقدرة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والدول الأوروبية على حماية أجوائها.
جاءت تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف عقب عودته من نيويورك، حيث التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد زيلينسكي أن موسكو لا تنتظر انتهاء معاركها في أوكرانيا حتى تبدأ بفتح جبهة جديدة، مضيفاً: “بوتين يسعى لتوسيع الحرب في اتجاه آخر، ولا أحد يعلم أين ستكون الضربة المقبلة، لكنه يريد ذلك بلا شك.”
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن رصد طائرات مسيّرة روسية فوق الدنمارك وبولندا ورومانيا، إلى جانب انتهاك المقاتلات الروسية للأجواء الإستونية، يكشف بوضوح نية الكرملين في اختبار الدفاعات الجوية الأوروبية. كما تم الإبلاغ عن تحليق مسيّرات فوق قاعدة عسكرية دنماركية ليلة الجمعة، وأخرى فوق قاعدة نرويجية يوم السبت.
وبحسب زيلينسكي، فإن الاتحاد الأوروبي يواجه تحدياً حقيقياً أمام هذا النوع الجديد والخطير من التهديدات. فقد رصدت أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر 92 طائرة مسيّرة متجهة نحو بولندا بطريقة “منظمة”، نجحت الدفاعات الأوكرانية في إسقاط معظمها، فيما تمكن 19 منها من عبور الحدود، وأسقطت القوات البولندية أربعاً منها. وأكد زيلينسكي: “نحن في حالة حرب، أما حلفاؤنا فليسوا كذلك، ومع ذلك يمكنهم الاستفادة من خبرتنا.”
وكشف أن وفوداً من عدة دول أوروبية ستتوجه إلى أوكرانيا قريباً لتلقي تدريبات عملية حول كيفية التصدي للهجمات الجوية الروسية، مشدداً على استعداد كييف لتبادل خبراتها مع الشركاء.
أما بشأن لقائه بالرئيس الأمريكي، فقد وصفه زيلينسكي بأنه كان “إيجابياً للغاية”، مشيراً إلى أن ترامب أبدى إيماناً أكبر بقدرة أوكرانيا على استعادة أراضيها بدعم من أوروبا وحلف الناتو. ترامب من جهته وصف الاقتصاد الروسي بأنه في “ورطة كبيرة”، معتبراً جيشها “نمراً من ورق”.
زيلينسكي أوضح أنه قدّم للرئيس الأمريكي عرضاً مفصلاً عن واقع المعارك، مبيناً أن مكاسب روسيا العسكرية غالباً ما تكون مؤقتة ولا تعكس تفوقاً حقيقياً. كما رفض التعليق على أنباء تفيد بطلبه من واشنطن تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” القادرة على ضرب موسكو، قائلاً إن الأمر “حساس للغاية”.
وفي ختام تصريحاته، شدد الرئيس الأوكراني على أن كييف أثبتت قدرتها على تنفيذ ضربات استراتيجية، خاصة ضد مصافي النفط الروسية باستخدام طائرات مسيّرة محلية الصنع. وأضاف محذراً: “إذا حاول الكرملين تدمير بنيتنا التحتية للطاقة مجدداً هذا الشتاء، فإن العاصمة الروسية نفسها ستواجه انقطاعات في الكهرباء كردٍّ مباشر.”
