الولايات المتحدة تختار FN America لتطوير قاذف قنابل دقيق من الجيل التالي

منحت قيادة القوات البرية الأميركية شركة FN America عقدًا تجريبيًا بقيمة 2 مليون دولار لتطوير نظام “Precision Grenadier “MTL-30 ، قاذف قنابل محمول بعيار 30 مم مصمّم لرفع مستوى مدى ودقة نيران المشاة ومواجهة تهديدات جديدة مثل الطائرات المسيّرة الصغيرة. المشروع يهدف إلى الجمع بين قابلية المناورة والقدرة النارية المتزايدة عبر خرطوشة متوسطة السرعة ومخزن قابل للفصل، مع خواص تشغيل شبه أوتوماتيكية وارتداد منخفض لتسهيل إطلاق متتالٍ. تُعَدّ هذه المبادرة تعبيرًا عن سعي الجيش لتقليل الاعتماد على الذخائر الثقيلة والطيران التكتيكي في مهام القتال القريب والحضر، والإسهام في خلق طبقات دفاع قريبة متحركة تُعالج نقاط ضعف حالية في حزمة تسليح المشاة.
التصميم والمواصفات الفنية
يُبنى MTL-30 وفق مكونات معيارية تُصنع في منشآت FN بولاية ساوث كارولاينا، وتعتمد على خرطوشة قنابل متوسطة السرعة عيار 30 مم مع مخزن قابل للفصل بسعات 3 أو 5 جولات. الطول التقريبي للنظام حوالي 35 بوصة والوزن يقارب 10 أرطال، ما يجعله قابلاً للمناورة ضمن فرق المشاة التقليدية. يحمل النظام مؤخرة قابلة للسحب، وواجهات تحكم متوافقة مع منصات M4 لتقليل منحنى التعلم، ونظام سكك لتركيب المناظير والحساسات. التصميم يسعى لتقليل الارتداد وتمكين إطلاق متتالٍ دقيق، مع خيارات للتشغيل عن بُعد وربط شبكي بمحطات أسلحة بعيدة كجزء من مفهوم الدفاع متعدد الطبقات.
الأداء المقصود والقدرات القتالية
يُفترض أن يوفّر MTL-30 مدىً ودقة محسّنين مقارنة بقاذفات القنابل التقليدية، ما يمكّن المشاة من استهداف أهداف محجوبة أو محمية خلف تغطية defilade ويزيد الفاعلية في الاشتباكات الحضرية وعمليات القتال داخل المباني. كما يُصمّم ليؤدي دورًا في اعتراض الطائرات المسيّرة الصغيرة بفضل إطلاقات دقيقة وسريعة وطبقات دفاعية متنقلة. على مستوى الفرقة والفصيلة، يوفر النظام مرونة نارية أكبر لمرحلة ما بين البنادق الفردية والأسلحة الثقيلة أو الدعم الجوي، مما يقلل الحاجة لاستخدام صواريخ أو طائرات في مهمات يمكن إنجازها بقدرات نارية محمولة.
الفوائد التكتيكية والتشغيلية
تتجلى الفائدة التكتيكية في تقليل تبذير الذخيرة عبر إصابة أهداف حساسة بدقة أعلى، ما يخفض التكلفة التشغيلية ويزيد ضغط النار النوعي على العدو. قابلية الصيانة والتصميم المعياري تسمح بتوافق أجزاء وملحقات مألوفة للقوات، ما يخفف العبء اللوجستي ويُسرّع عمليات الدعم الميداني. إضافة إلى ذلك، يفتح النظام إمكانيات لعمليات هجينة — من مهاجمة أهداف قريبة إلى قتال في بيئات بعيدة المدى نسبياً ومهام دفاعية ضد طائرات مسيّرة — ما يمنح القادة مزيدًا من الخيارات التكتيكية خلال ترتيب العناصر على الأرض.
الفجوات التي يسدّها المشروع
يستهدف المشروع معالجة فجوة واضحة في تسليح المشاة: الحاجة إلى ذخيرة فعّالة على مدى أطول مع دقة تكتيكية وتكلفة مقبولة. يوفر MTL-30 حلًا وسطًا بين البنادق المنفردة والذخائر الصاروخية المكلفة أو الدعم الجوي، ما قد يُقلِّل الاعتماد على موارد ثقيلة في مهام قابلة للتنفيذ بقوة هجومية محمولة. كما يعالج الحاجة إلى أدوات اعتراض ميدانية للطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة، إضافةً إلى تحسين قدرة المشاة على ضرب أهداف محجوبة أو مختبئة من دون اللجوء إلى وسائل تدميرية واسعة النطاق.
المخاطر والتحديات الأساسية
ثمة تحديات كبيرة تواجه تحقيق أهداف المشروع، أبرزها تكلفة تطوير ذخيرة دقيقة وفعّالة يمكن إنتاجها بكميات تكفي الاستخدام التكتيكي دون أن تصبح عبئًا اقتصاديًا. تكامل الذخيرة مع المنصة والمحافظة على موثوقية النظام في بيئات قتال قاسية يتطلّبان اختبارات ميدانية مكثفة وبرامج اعتماد طويلة. كذلك، يحتاج التبني الواسع لنظام جديد إلى برامج تدريب وتعديل تكتيكات، ما يستلزم وقتًا وموارد. أخيراً، التكامل الشبكي ووظائف التشغيل عن بُعد يطرحان متطلبات سيبرانية وإجرائية إضافية لضمان الأمان وعدم التأثر بالتشويش.
السياق الصناعي والتوقعات المستقبلية
دخول FN America إلى سباق قاذفات الدقة المحمولة يُعدّ امتدادًا لسجلّها مع الجيش الأميركي ومنتجاتها المعروفة مثل M240 وM249. نجاح MTL-30 قد يؤدّي إلى إعادة تشكيل حزم تسليح المشاة وتشجيع تطوير ذخائر متوسطة السرعة ودقيقة، وربما يدفع موردين آخرين لتقديم مفاهيم مماثلة. إن أثبت النظام فعاليته وتكلفته التشغيلية المقبولة خلال مرحلته التجريبية، فقد تتسع رقعة اعتماده تدريجيًا وتؤثر على تكتيكات الفصائل، خصوصًا في ساحات القتال الحضرية ومجالات مواجهة التهديدات الجوية الخفيفة.
آفاق مستقبلية ودلالات استراتيجية
منح العقد التجريبي لشركة FN America يعكس تكيفًا عمليًا من قبل الجيش الأميركي مع تطورات تهديد ساحة المعركة، وبخاصة انتشار الطائرات المسيّرة والاحتياجات المتزايدة للقتال الحضري. يوفّر MTL-30 وعدًا بربط الدقة الميدانية مع قابلية حمل المشاة، لكن نجاحه يعتمد على حلّ تحديات التكلفة والاعتمادية والتدريب والتوافق اللوجستي. إذا نجحت المنصة والذخيرة المصاحبة لها في إثبات المعادلة الاقتصادية والتشغيلية، فقد تشكّل إضافة معتبرة لقدرات المشاة وتعيد ضبط تصورات القادة حول توزيع القوة النارية على مستوى الفصائل والسرية.