أهدت وزارة الداخلية إلى القوات المسلحة المصرية أغنية وطنية جديدة بعنوان “أسطورة الجيوش”، احتفالًا بالذكرى الـ52 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة.

في إطار احتفالات مصر السنوية بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، أطلقت وزارة الداخلية مبادرة فنية وطنية جديدة، تتضمن إصدار أغنية تحمل طابعًا حماسيًا وطنيًا، وذلك تخليدًا لبطولات وتضحيات الجيش المصري، وإحياءً لروح الانتصار التي تجدد في وجدان المصريين مع كل عام.
عمل فني يعكس روح الفداء والانتصار
تتضمن المبادرة طرح أغنية وطنية جديدة يؤديها الفنان وائل الفشني، من كلمات الدكتور وائل العبيدي، وألحان الموسيقار ياسر أنور، وتوزيع موسيقي عمرو عبد الفتاح. وقد صيغت الأغنية في قالب موسيقي حماسي يُجسّد روح الفداء والتضحية التي كانت عنوانًا لمعركة السادس من أكتوبر عام 1973، تلك المعركة التي أعادت لمصر الأرض والكرامة.
العمل يأتي في سياق فني يحرص على مزج التراث الوطني بالأداء المعاصر، لإيصال الرسالة الوطنية إلى مختلف الأجيال، خاصةً الجيل الشاب، بلغة قريبة إلى وجدانهم وبأسلوب يتماشى مع متغيرات العصر.
دور فني مستمر لوزارة الداخلية في إحياء الذكرى
تحرص وزارة الداخلية بشكل سنوي على المشاركة الفعالة في احتفالات ذكرى النصر، ليس فقط من خلال الفعاليات الرسمية، بل أيضًا عبر أعمال فنية وطنية تجسّد بطولات القوات المسلحة وتُعزز مشاعر الانتماء والولاء للوطن بين مختلف فئات الشعب.
الوزارة تعتبر الفن أداة فعّالة لنشر القيم الوطنية وغرسها في نفوس المواطنين، وتؤمن أن استدعاء هذه اللحظات التاريخية من خلال الكلمة واللحن والمشهد، يسهم في بناء وعي وطني مستنير، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها الدولة داخليًا وخارجيًا.
فعاليات ثقافية وشعبية في جميع المحافظات
بالتزامن مع إطلاق الأغنية، تشهد محافظات الجمهورية تنظيم عدد من الفعاليات المتنوعة احتفالًا بذكرى أكتوبر المجيدة، تشمل:
عروضًا فنية وموسيقية في المراكز الثقافية ودور العرض.
أنشطة ثقافية وتعليمية في المدارس والجامعات لتعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذه الذكرى.
تكريم أبطال الحرب من الضباط والجنود السابقين الذين شاركوا في المعركة أو ساهموا في دعمها لوجستيًا.
مبادرات شبابية وتوعوية تشمل ورش عمل، ومعارض صور تاريخية، وعروض أفلام وثائقية حول النصر.
إحياء الذاكرة الوطنية وتعزيز الانتماء
تسعى هذه المبادرات إلى إحياء الذاكرة الجمعية للمصريين تجاه معركة أكتوبر، التي لا تزال تُشكّل محطة مفصلية في تاريخ الدولة المصرية الحديثة، حيث أعادت رسم ملامح السيادة الوطنية وأعادت للمصريين ثقتهم في مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة.
وتُعد المشاركة الفنية جزءًا من جهود أكبر تبذلها الدولة لتعزيز قيم الولاء والانتماء الوطني، وخاصة لدى الأجيال التي لم تعش أحداث تلك المرحلة، إذ بات من الضروري الحفاظ على رواية الانتصار، ونقلها عبر وسائط ثقافية وفنية متجددة.
رسالة توحيد الصف الوطني
تشدد وزارة الداخلية على أن احتفالها بذكرى السادس من أكتوبر ليس مجرد فعالية موسمية، بل هو تعبير عن التقدير المتجدد لدور الجيش المصري الذي ظل، عبر العقود، صمام الأمان للدولة في وجه التحديات والأزمات.
وتؤكد الوزارة أن وحدة الصف الوطني – بين الجيش، والشرطة، والشعب – هي الأساس الذي حافظ على استقرار البلاد، وأن هذه الوحدة تجسدت بوضوح في انتصار أكتوبر، وتُستدعى اليوم في مواجهة التحديات الراهنة، سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية.
الأغنية: جسر فني بين الماضي والحاضر
من الناحية الفنية، جاءت الأغنية الجديدة لتربط بين قيم الماضي المجيد وحاضر التحديات والآمال، إذ إن اللحن والكلمات يعملان معًا على استحضار صور النضال والكفاح، وتقديمها بشكل فني يحاكي تطور الذوق العام، ويُلامس مشاعر الفخر الوطني.
الفنان وائل الفشني، المعروف بصوته القوي وأدائه الروحي العميق، أضفى على الأغنية طابعًا وجدانيًا يمزج بين الحزن على الشهداء، والفرح بالانتصار، والفخر بما تحقق لمصر من كرامة وعزة.
ختام: أكتوبر.. محطة مضيئة في تاريخ مصر
تُعد ذكرى السادس من أكتوبر واحدة من أهم المحطات المضيئة في تاريخ مصر الحديث، لما تحمله من معانٍ وطنية عميقة، أبرزها الإصرار، والوحدة، والشجاعة، والتضحية.
وتمثل الأغنية الجديدة التي أطلقتها وزارة الداخلية، والفعاليات المرافقة لها، دعوة لتجديد العهد بين الدولة وشعبها على الوفاء لتاريخ النصر، والإصرار على حماية الوطن، والحفاظ على مكتسباته، ومواجهة التحديات بروح الجندي المصري التي لا تعرف الانكسار.