الرياضة

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية

كرة القدم وحرب أكتوبر.. حكاية وطن حارب بالبندقية والكرة معًا.

 

في التاريخ المصري الحديث، تتقاطع مشاهد الحرب والانتصار مع لحظات الفرح والروح الرياضية.
لكن في أكتوبر 1973، لم يكن هناك فصل بين “الملعب” و”الجبهة”، ولا بين “اللاعب” و”الجندي”.
كانت مصر كلها تتحرك بنبض واحد، في زمن أصبح فيه كل شيء — حتى كرة القدم — جزءًا من معركة الوجود واستعادة الكرامة.

كرة القدم.. جزء من خطة الخداع الاستراتيجي

أخبار كرة القدم أمس الثلاثاء

منذ اللحظات الأولى للتخطيط للحرب، أدركت القيادة المصرية أهمية التمويه الاستراتيجي لإخفاء نوايا العبور عن العدو الإسرائيلي. ومن أبرز أدوات هذا التمويه كانت الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، التي كانت اللعبة الشعبية الأولى في مصر.

قررت الدولة آنذاك استمرار مسابقة الدوري العام لكرة القدم بشكل طبيعي، رغم أن الأجواء السياسية والعسكرية كانت مشحونة ومليئة بالاستعدادات. الهدف كان واضحًا: إقناع العدو أن مصر بعيدة كل البعد عن التفكير في الحرب، وأن الحياة اليومية تسير كما هي.

بدأ الدوري المصري لموسم 1973 في موعده المعتاد، وشارك فيه كبار الأندية مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي وغزل المحلة. لعبت المباريات بانتظام، وكانت الصحف الرياضية تنشر الأخبار اليومية عن نتائج الفرق وتنافس النجوم، في حين كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تُعد العدة للعبور العظيم في سرية تامة.

الرياضة قبل الحرب.. هدوء ما قبل العاصفة

قبل أن تبدأ نيران الحرب، كانت مصر تعيش وضعًا سياسيًا وعسكريًا معقدًا.

منذ هزيمة 1967، والبلاد تستعد لليوم الذي تستعيد فيه أرضها المفقودة، بينما يواصل الشعب بناء ذاته في صمت.

في الوقت نفسه، استمر النشاط الرياضي بشكل طبيعي، خاصة كرة القدم التي كانت المتنفس الشعبي الأول للمصريين.

ففي أوائل السبعينيات، كان الدوري المصري يعيش واحدة من أكثر فتراته انتظامًا الأهلي، الزمالك، الإسماعيلي، غزل المحلة، المصري، الطيران، الترسانة، السكة الحديد، المنصورة، وغيرها من الأندية، كانت تشارك في موسم طويل مليء بالمنافسة والإثارة.
لم يكن أحد يدرك أن هذا الدوري سيصبح جزءًا من خطة عسكرية دقيقة تخدع العدو الإسرائيلي، وتغطي على استعدادات جيش كامل يعيد كتابة التاريخ.

كرة القدم.. غطاء ذكي في خطة الخداع الاستراتيجي

القوات المسلحة المصرية أدركت أن السرية المطلقة هي مفتاح النصر. كان لا بد أن يبدو كل شيء طبيعيًا في أعين العالم، حتى لا يلتقط العدو أي إشارة غير عادية.

ومن هنا جاء القرار بإبقاء الدوري العام مستمرًا دون توقف، لتبدو الحياة المدنية في مصر وكأنها تسير بنظامها المعتاد.

كانت الصحف تنشر أخبار المباريات وصفقات الانتقالات والتحليلات الفنية، بينما في الخفاء كانت التحركات العسكرية تسير في صمت نحو ساعة الصفر.
بل إن بعض التدريبات العسكرية كانت تُجرى في مواعيد مباريات كرة القدم لتغطية التحركات الجوية والبرية، في خطة تضليل ذكية لم تشهد المنطقة مثلها من قبل.

بهذا الشكل، لعبت كرة القدم — دون أن يعلم أحد — دور “الستار الوطني” الذي مر خلفه الجيش في طريقه إلى المجد.

الجمعة 5 أكتوبر 1973.. الهدوء الأخير

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية
عندما لعبت مصر بالكرة والسلاح معًا.. الوجه الخفي لحرب أكتوبر

في يوم الجمعة الخامس من أكتوبر، أقيمت سبع مباريات كاملة ضمن الجولة الخامسة من الدوري المصري.

كانت النتائج عادية، والأحاديث تدور عن الأداء والتحكيم والمنافسة بين الأهلي والزمالك وغزل المحلة. وفي مساء اليوم نفسه، كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تضع اللمسات الأخيرة على خطة العبور. لم يكن أحد في مصر يعلم أن الغد سيحمل اسمه إلى صفحات التاريخ.

السبت 6 أكتوبر 1973.. صافرة الحرب وصافرة المباراة

صباح السبت السادس من أكتوبر، كانت الملاعب تستعد لاستكمال باقي مباريات الأسبوع الخامس.
أبرزها مواجهة غزل المحلة أمام الطيران، والإسماعيلي أمام المصري.

في الثانية ظهرًا تمامًا، بدأت المدافع المصرية تدكّ خط بارليف، ودوّت صيحات “الله أكبر” فوق مياه القناة.

وفي الساعة الثانية والنصف، كانت صافرة الحكم تنطلق في ملعب المحلة، معلنة بدء المباراة.

لم يكن أحد من اللاعبين أو الجماهير يدرك أن في تلك اللحظة بالذات، بدأت مصر معركتها الكبرى لاستعادة الأرض.

خلال الشوط الأول، سارت المباراة بصورة طبيعية، حتى جاءت استراحة ما بين الشوطين.
عندها، وصلت الأخبار من المذياع:

بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة… قواتنا المسلحة قامت بهجوم شامل على العدو شرق القناة…”

في لحظات، تحولت المدرجات إلى مهرجان وطني.
الجماهير تهتف “الله أكبر”، واللاعبون يحتضنون بعضهم، والكل يدرك أن ما يجري على الضفة الأخرى أهم من أي مباراة في التاريخ.

توقفت المباراة بعد دقائق من بداية الشوط الثاني، لتُسجَّل في الذاكرة باسم “مباراة العبور”.

ومنذ تلك اللحظة، توقفت الرياضة المصرية كلها لتبدأ مرحلة جديدة: الرياضة في خدمة الحرب.

حين تحولت الملاعب إلى ثكنات وطنية

مع إعلان الحرب رسميًا، صدر قرار بوقف جميع الأنشطة الرياضية في مصر.

لكن لم يكن ذلك نهاية الحركة، بل بداية لشكل جديد من المشاركة الوطنية.

تحولت مقار الأندية الكبرى إلى مراكز دعم لوجيستي ومجتمعي:

ملعب القاهرة استُخدم كمركز لتجميع المساعدات والتبرعات.

أندية مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي فتحت أبوابها أمام حملات التبرع بالدم.

الرياضيون واللاعبون شاركوا في حملات الدعم المعنوي للجنود على الجبهة.

حتى الجماهير شاركت، فكانت كل مباراة مؤجلة أو لقاء ودي بعد الحرب يتحول إلى مهرجان وطني يجمع الهتاف الرياضي والوطني في آن واحد.

توقف النشاط الرياضي وتجنيد اللاعبين

عقب إعلان الحرب، عقد الاتحاد المصري لكرة القدم اجتماعًا طارئًا، وقرر إيقاف جميع المسابقات الرياضية إلى أجل غير مسمى. كانت الأندية المصرية أول من قدّم الدعم الكامل للدولة، ففتحت أبوابها للجنود والمقاتلين، وتحولت الملاعب إلى مراكز تعبئة وتدريب للفدائيين.

الكثير من لاعبي الكرة انضموا إلى صفوف القوات المسلحة، سواء بشكل رسمي كضباط أو متطوعين في المجهود الحربي. كانت الرياضة آنذاك جزءًا من نسيج المجتمع الوطني، الذي توحد بالكامل خلف هدف واحد هو تحرير الأرض.

اللاعب الذي أصبح مقاتلًا.. نماذج من الميدان والملعب

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية
محمود الجوهري

العميد محمود الجوهري

من بين الأسماء التي لا تُنسى في تلك الحقبة، يبرز اسم الجنرال محمود الجوهري.

لم يكن الجوهري مجرد نجم كروي أو مدرب عظيم، بل كان ضابطًا مقاتلًا شارك فعليًا في حرب أكتوبر. خدم في سلاح الإشارة برتبة مقدم، ولعب دورًا حيويًا كضابط اتصال بين القيادة العامة والقوات على الجبهة.

شارك في عمليات ميدانية خطيرة، وساهم في تنظيم شبكة الاتصالات التي ربطت بين الوحدات المقاتلة، ما ساعد على نجاح العديد من العمليات العسكرية الدقيقة.

بعد انتهاء الحرب، ترك الجوهري الخدمة العسكرية برتبة عميد، واتجه لتدريب كرة القدم، مستفيدًا من روح الانضباط العسكري التي كانت سمة حياته.

قاد النادي الأهلي لتحقيق أول بطولة أفريقية في تاريخه عام 1982، ثم كتب التاريخ مع منتخب مصر عندما قاده إلى كأس العالم 1990 بعد غياب دام 56 عامًا.

ولم تتوقف بصمته عند ذلك، إذ حصد لقب كأس الأمم الأفريقية 1998، وكأس العرب 1992، وقاد منتخب الأردن لإنجازات غير مسبوقة.

 

كان الجوهري دائم القول: “الانتصار لا يتحقق بالموهبة وحدها، بل بالإيمان والانضباط.”

ولهذا استحق لقب “الجنرال”، الذي جاء من ميادين القتال قبل أن يُخلّد في ملاعب الكرة.

حمادة إمام لاعب الزمالك

السيد الأعرج يكتب | عندما لعبت مصر بالكرة والسلاح معًا.. الوجه الخفي لحرب أكتوبر
كرة القدم في حرب أكتوبر

الاسم الآخر الذي ارتبط بحرب أكتوبر هو حمادة إمام، نجم نادي الزمالك وأحد رموز الكرة المصرية.

تخرج حمادة إمام في الكلية الحربية، وشارك كضابط في القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، حيث أدى واجبه الوطني بشجاعة. بعد الحرب، استمر في العطاء داخل الملاعب، وأصبح لاحقًا أحد أبرز المعلقين والمحللين الرياضيين في مصر.

 

كان دائمًا يفتخر بخدمته العسكرية ويقول إن انضباط الجيش هو ما جعله يفهم قيمة القيادة والمسؤولية، وهي الصفات التي نقلها إلى الجيل الجديد من اللاعبين.

اللواء محمد عبد العزيز قابيل

واحد من أبطال الحرب الحقيقيين، جمع بين العسكرية والرياضة باقتدار.

اللواء محمد عبد العزيز قابيل، الذي شغل منصب قائد الفرقة الرابعة المدرعة في حرب أكتوبر، كان في شبابه لاعبًا في نادي الزمالك في الخمسينيات. بعد مسيرته العسكرية اللامعة، تولى مناصب رياضية مهمة مثل مدير عام نادي الزمالك ونائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم.

كان يؤكد دائمًا أن الروح الرياضية التي تعلمها من كرة القدم ساعدته في القيادة الميدانية واتخاذ القرارات تحت الضغط.

الكرة المصرية بعد النصر.. من الملاعب إلى الوعي الوطني

مع انتهاء الحرب في نهاية أكتوبر ورفع العلم المصري على الضفة الشرقية، عادت كرة القدم تدريجيًا، لكن بروح مختلفة.

لم تعد مجرد لعبة، بل أصبحت منبرًا وطنيًا لبث الوعي والفخر والانتماء.

الأغاني الوطنية كانت تُذاع قبل كل مباراة، وصور الشهداء وأبطال الحرب زينت الملاعب. وفي كل لقاء، كانت الجماهير تهتف: “تحيا مصر” أكثر مما تهتف للأندية.

أصبح الفوز في أي مباراة رمزًا لاستمرار روح أكتوبر في حياة المصريين اليومية.

الرياضة والإعلام.. جبهة الوعي الموازي

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية
كرة القدم في حرب أكتوبر

إلى جانب الجيش الذي خاض المعركة، كان الإعلام والرياضة معًا يصنعان معركة الوعي.
فبينما كانت المدافع تدكّ مواقع العدو، كانت الصحف والإذاعات تنقل للعالم صورة مصر الجديدة: قوية، موحدة، ومنظمة.

استُخدمت نشرات النتائج الرياضية في الصحف كدليل على “الحياة الطبيعية” داخل البلاد، مما زاد من فاعلية الخداع الاستراتيجي الذي سبق الحرب.
وفي الأيام التالية للنصر، تحولت البرامج الرياضية إلى ساحات حوار وطني، تستضيف الجنود واللاعبين في مشهد لم تعرفه الرياضة العربية من قبل.

ماذا قال التاريخ؟

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية
كرة القدم في حرب أكتوبر

في الوثائق العسكرية التي كُشف عنها بعد سنوات، ورد أن “النشاط الرياضي” كان أحد عناصر خطة الخداع الشامل التي شاركت فيها مؤسسات الدولة كافة.

أشارت تقارير الاستخبارات الإسرائيلية وقتها إلى أن استمرار الدوري المصري كان أحد الأسباب التي جعلت تل أبيب تستبعد احتمال الهجوم.

بكلمات أخرى: كرة القدم كانت غطاءً نفسياً لعبور عسكري هو الأعظم في القرن العشرين.

كرة القدم كرمز للهوية الوطنية

حرب أكتوبر لم تكن فقط استعادة أرض، بل كانت إعادة بناء للهوية المصرية. ووجد المصريون في كرة القدم وسيلة مثالية لترسيخ هذه الهوية.

فعندما فاز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا بعد الحرب، اعتُبر ذلك “امتدادًا لروح أكتوبر”.

الروح ذاتها التي حملها الجوهري في قيادته، وحمادة إمام في تعليقه، وجمهور المحلة في هتافه الأول عند سماع نبأ العبور.

مصر بعد أكتوبر.. دروس لا تنتهي

في عالم السياسة والعسكرية، تُدرّس حرب أكتوبر كواحدة من أنجح عمليات الخداع في التاريخ الحديث.

أما في عالم الرياضة، فتُعد نموذجًا فريدًا في كيفية تحويل النشاط المدني إلى أداة دعم استراتيجي.

لقد أدركت مصر أن “قوة الدولة” لا تُقاس فقط بجيشها، بل أيضًا بقدرتها على إدارة وعي شعبها.
ولذلك، كانت الرياضة المصرية جزءًا من منظومة كاملة لبناء الثقة والانتماء، وهو ما جعل النصر ممكنًا.

من الجبهة إلى الجيل الجديد

اليوم، بعد أكثر من نصف قرن على ذلك النصر العظيم، تبقى قصة كرة القدم في حرب أكتوبر جزءًا من الذاكرة الوطنية.

قصة تُروى لتذكير الأجيال الجديدة بأن البطولة ليست فقط في حمل السلاح، بل في الإخلاص فيما تفعل — مهما كان مجالك.

إن روح أكتوبر ليست حدثًا تاريخيًا فحسب، بل أسلوب حياة.

هي الفكرة التي تقول:

حين تتحد العقول والقلوب، لا يمكن أن تُهزم مصر.”

إرث لا يُنسى

السيد الأعرج يكتب | كرة القدم في حرب أكتوبر.. اللعبة التي أبهرت العالم وخدعت المخابرات الإسرائيلية
السيد الأعرج يكتب | عندما لعبت مصر بالكرة والسلاح معًا.. الوجه الخفي لحرب أكتوبر

حين نحتفل كل عام بذكرى نصر أكتوبر، يجب ألا ننسى أن وراء المدافع والدبابات كان هناك مجتمع كامل يقاتل بطريقته — في المصنع، في الإعلام، في المدرسة، وفي الملعب.

لقد أثبتت مصر أن النصر الحقيقي لا يُصنع بالسلاح فقط، بل بالإرادة الجماعية، وبأن كل فرد يمكن أن يكون جنديًا في موقعه.

كرة القدم المصرية عام 1973 كانت مثالًا لهذا المفهوم، إذ أدت دورها الوطني في الخداع الاستراتيجي، ثم تحولت بعد النصر إلى منبرٍ لترسيخ روح الانتماء والفخر.

ولعل أجمل ما في هذه القصة أن الأبطال لم يكونوا مجهولين: من الجوهري الذي قاتل بسلاح الإشارة، إلى حمادة إمام الذي خدم في الميدان، إلى محمد قابيل الذي جمع بين القيادة واللعب.

كلهم شاركوا في ملحمة واحدة، حيث اختلطت دماء الجنود بأصوات الجماهير، وامتزجت صيحات النصر في الجبهة مع هتافات الملاعب في الداخل.

من بين أصوات الرصاص وأغاني النصر وصافرات الحكام، وُلدت حكاية مصرية لن تتكرر.

حكاية عن وطن خاض معركته الكبرى بالسلاح والعلم والكرة والوعي.

عن لاعبين تحولوا إلى جنود، وملاعب تحولت إلى جبهات، وجمهور لم يكتفِ بالتشجيع بل قاتل بروحه.

إنها قصة تُثبت أن النصر لا يصنعه الجيش وحده، بل يصنعه وطن كامل حين يتحرك في الاتجاه نفسه.
ولهذا، ستبقى كرة القدم المصرية شاهدة على لحظة امتزج فيها الحلم الوطني بالهتاف الشعبي، لتُخلّد في التاريخ باسم:

“الكرة التي خَدعت العدو.. واحتفلت بالنصر.”

اقرأ أيضاً: السيد الأعرج يكتب | المعلم المصري شريك التنمية وصانع المستقبل في اليوم العالمي للمعلم

السيد الأعرج

صحفى مصري متخصص في الملف الرياضى وتغطية الكرة المحلية و العربية و الإفريقية و العالمية والأوروبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى