سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة قياسية جديدة يوم الثلاثاء، متجاوزةً حاجزًا نفسيًا مهمًا، مدفوعةً بجملة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تعزز من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

فقد ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية العام الجاري بنسبة 51% لتقترب من مستوى 4000 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى في تاريخ تداول الذهب، مما يعكس حالة القلق السائدة في الأسواق العالمية.

البنوك المركزية وصناديق الاستثمار وراء الطلب المتزايد

تزايد الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية وصناديق الاستثمار المدعومة ساهم بشكل كبير في هذه القفزة السعرية. وتشير البيانات إلى أن هذه المؤسسات تتجه بشكل واضح نحو التحوّط ضد التقلبات الاقتصادية العالمية، لا سيما في ظل عدم اليقين المحيط بالتضخم، وأسعار الفائدة، وتباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى.

توقعات بخفض الفائدة الأمريكية تعزز من ارتفاع الذهب

من العوامل الداعمة الأخرى لارتفاع أسعار الذهب عالميًا، توقعات الأسواق بقرب قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، وهو ما يقلل من جاذبية الأصول المقومة بالدولار ويزيد من الإقبال على الذهب، الذي لا يدرّ فائدة ولكن يحتفظ بقيمته على المدى الطويل.

الأسعار المحلية في مصر: الذهب يحلق عاليا

محليًا، شهد سوق الذهب المصري ارتفاعًا غير مسبوق، تماشيًا مع الأسعار العالمية، لكنه تأثر أيضًا بعوامل داخلية مثل سعر صرف الجنيه مقابل الدولار وحالة الطلب في السوق المحلي. وسجّلت الأسعار على النحو التالي:

عيار 24: 6057 جنيهًا

عيار 21: 5300 جنيه

عيار 18: 4543 جنيهًا

الجنيه الذهب: 42200 جنيه

تحديات في السوق المحلي وتوقعات الفترة المقبلة

رغم الارتفاع الكبير، يواجه سوق الذهب المحلي تحديات تتعلق بضعف القوة الشرائية للمستهلكين، وارتفاع تكاليف التصنيع والمصنعية، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ حركة البيع والشراء خلال الفترة المقبلة. ومع ذلك، يتوقع بعض التجار أن يستمر الاتجاه الصاعد للذهب في ظل بقاء العوامل العالمية المؤثرة كما هي.

في الختام

تُظهر البيانات والتطورات الأخيرة أن الذهب ما زال يحتفظ بجاذبيته كأداة تحوّط واستثمار آمن، سواء على المستوى العالمي أو المحلي، ما دام عدم اليقين يخيّم على المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي.

اقرأ أيضاً:

ترامب يَعِد الأميركيين بـ”شيكات نقدية” من إيرادات الرسوم الجمركية وسط الإغلاق الحكومي