شرم الشيخ تجمع الفصائل الفلسطينية: تفاؤل حذر يرافق جولة الحسم بشأن اتفاق غزة

في أجواء من الحذر الممزوج بالأمل، تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء الإقليميين والدوليين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق نهائي يوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ عامين كاملين. وتأتي هذه اللقاءات في إطار المقترح الأمريكي الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب، والهادف إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وفتح الطريق أمام تسوية شاملة تنهي مأساة إنسانية أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني. وبينما تشهد المباحثات زخماً دبلوماسياً متصاعداً، تتسابق الفصائل لإظهار مرونة سياسية تعكس رغبتها في إنهاء العدوان وبدء مرحلة جديدة من الاستقرار.
حماس: إيجابية ومسؤولية لتحقيق التقدم المطلوب
أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، أن وفد الحركة قدّم كل الإيجابية والمسؤولية المطلوبة لدفع مسار المفاوضات نحو إحراز التقدم اللازم لإتمام الاتفاق. وأوضح في بيان الأربعاء أن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لتذليل العقبات التي تعيق خطوات تطبيق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى وجود روح من التفاؤل تسري بين الأطراف المشاركة. وأضاف النونو أن المباحثات ركزت على آليات إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، إلى جانب ملف تبادل الأسرى، الذي يشكل أحد أهم محاور النقاش. وكشف أن الأطراف تبادلت كشوفات الأسرى وفق المعايير المتفق عليها، فيما تتواصل الجلسات بمشاركة جميع الوسطاء المعنيين بالملف، وسط أجواء وصفت بـ”الإيجابية والحذرة”.
الجهاد الإسلامي تنضم إلى الطاولة: توافق ميداني وتمثيل موحد
في سياق متصل، أعلنت حركة الجهاد الفلسطينية أن وفدًا من قيادتها سيصل مساء الأربعاء إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات الخاصة باتفاق غزة. وأكدت الحركة في بيان رسمي أن وفدها سيشارك في اللقاءات غير المباشرة الجارية بشأن وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال، إلى جانب مناقشة صفقة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المنهك.
وأشار مصدر قيادي في حماس إلى أن الحركة طلبت انضمام ممثلين عن الجهاد والجبهة الشعبية إلى فريق التفاوض، بهدف توحيد الموقف الفلسطيني وتقديم رؤية مشتركة للوسطاء. من جانبه، شدد الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، على أن المقاومة منفتحة على التفاوض ضمن حدود البنود التي يمكن التعامل معها إيجابيًا، وفي مقدمتها ملف الأسرى والمحتجزين الذي يمثل أولوية قصوى لجميع الفصائل.
نحو مشهد تفاوضي جديد
تبدو المفاوضات الحالية في شرم الشيخ بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الفصائل الفلسطينية على تجاوز خلافاتها وتوحيد رؤيتها السياسية في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية. فبين تفاؤل الوسطاء الأمريكيين والمصريين ببلوغ اتفاق أولي خلال الأيام المقبلة، وتشبث الفصائل بضمانات واضحة لانسحاب الاحتلال ورفع الحصار، تقف غزة أمام مفترق حاسم قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من الهدوء النسبي بعد عامين من الحرب والدمار. وبينما تترقب العواصم العربية والغربية نتائج اللقاءات، يبقى الأمل الفلسطيني معقودًا على أن تثمر هذه الجهود عن اتفاق واقعي يعيد للقطاع نبض الحياة ويضع حدًا لمعاناة لا تنتهي.