شرم الشيخ تقترب من لحظة الحسم: اتصالات مكثفة لإتمام اتفاق غزة

تتواصل في شرم الشيخ الاتصالات المكثفة بين الوفود المشاركة في مباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط أجواء توصف بالإيجابية والحاسمة. فبعد أربعة أيام من الاجتماعات المتواصلة، باتت المفاوضات تقترب من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق شامل لوقف النار، استنادًا إلى المقترح الأمريكي الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب. وتبذل مصر جهودًا مضاعفة لتأمين الظروف السياسية واللوجستية لإنجاح الاتفاق، في إطار دورها المحوري كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني.
تنسيق مصري–قطري يسرّع التفاهمات
وأفاد مراسل “القاهرة الإخبارية” كريم حاتم من شرم الشيخ بأن التنسيق الوثيق بين القاهرة والدوحة لعب دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف. وأوضح أن الاجتماعات شهدت توافقًا واسعًا حول بنود الاتفاق، بينما تشهد المدينة الساحلية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الوفود المشاركة. ومن المقرر أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت مصر وإسرائيل، وفق ما أعلن المراسل، مشيرًا إلى أن مصر تضغط للسماح بإدخال الجرافات إلى غزة لتأهيل الطرق وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
ترامب يعلن بداية المرحلة الأولى من السلام
وفي تطور بارز، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحركة “حماس” وقعتا على المرحلة الأولى من خطته للسلام. وقال ترامب عبر منصة “تروث سوشال”: “هذا يعني أن جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريبًا جدًا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خطٍّ متفق عليه، في خطوة أولى نحو سلامٍ قوي ودائم”. وأضاف أن الولايات المتحدة ستضمن التزام كل الأطراف بما تم التوقيع عليه، مؤكداً أن الخطة تمثل لحظة تاريخية للشرق الأوسط.
مشاركة إقليمية رفيعة المستوى
من جانبها، أعلنت حركة “حماس” التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار يشمل إدخال المساعدات وتبادل المحتجزين، ودعت الدول الضامنة إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها. ويشارك في المفاوضات عدد من كبار المسؤولين من الدول الوسيطة، بينهم اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركي إبراهيم قالين، إلى جانب الوفد الإسرائيلي برئاسة رون ديرمر، والمبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
غزة بين الألم والأمل
تأتي هذه التطورات بعد إعلان “حماس” قبولها مبدأ المبادرة الأمريكية، ودعم عدد من العواصم الغربية والعربية لها، في خطوة قد تمهد لتسوية شاملة تنهي الحرب المستمرة منذ عامين. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني وإصابة نحو 169 ألفًا، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، فيما يعلق الفلسطينيون آمالهم على أن تفتح مفاوضات شرم الشيخ نافذةً حقيقية نحو السلام والاستقرار.