غزة ما بعد الحرب: حماس تتحرك لتوحيد الصف الفلسطيني بالتنسيق مع مصر

في خطوة تعكس تحوّلًا في المشهد السياسي بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، أعلنت حركة حماس، اليوم الجمعة، تنسيقها مع الجانب المصري لعقد اجتماع وطني فلسطيني عاجل يهدف إلى توحيد الصف والموقف الوطني في مواجهة التحديات الراهنة. وأكدت الحركة أن هذه المرحلة تمثل فرصة ثمينة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتعزيز التكافل الاجتماعي في القطاع، لاسيما بين الأسر المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير، داعية إلى تعاون واسع بين الفصائل الفلسطينية والمؤسسات المحلية والدولية لبناء بيئة صامدة قادرة على النهوض من آثار الحرب.
مسار سياسي موحّد يعكس الإرادة الوطنية
وشددت حماس في بيانها على ضرورة إطلاق مسار سياسي وطني موحّد يضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية، بما يضمن وحدة القرار السياسي ويعزز مبدأ الشراكة الوطنية، معتبرة أن المرحلة المقبلة تتطلب توافقًا استراتيجيًا يترجم الإرادة الشعبية الفلسطينية في التحرر والوحدة. كما رحّبت الحركة بأي مساهمة عربية أو دولية في جهود إعادة الإعمار والتنمية بشرط احترام كرامة الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية.
رفض للوصاية الأجنبية وتأكيد على الشراكة الداخلية
وفي سياق متصل، أعلنت حركتا الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضهما لأي “وصاية أجنبية” على قطاع غزة، مؤكدتين أن إدارة القطاع شأن فلسطيني داخلي يقرره توافق وطني شامل. واعتبرت حماس أن تحديد آلية إدارة القطاع سيتم عبر رؤية فلسطينية مشتركة تحفظ وحدة الموقف وتضمن الشراكة بين جميع القوى، في إطار رؤية وطنية جامعة.
اتفاق شرم الشيخ يدخل حيّز التنفيذ
ويأتي هذا التحرك السياسي تزامنًا مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية الليلة الماضية، بعد مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة. ووفق الاتفاق، انسحبت القوات الإسرائيلية تدريجيًا من عمق مدينة غزة، وبدأ آلاف النازحين بالعودة إلى مناطقهم عبر طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين، في انتظار المرحلة التالية من المبادرة الأمريكية التي تشمل إطلاق المحتجزين واستئناف جهود الإعمار.



