الاقتصاد

فايننشال تايمز: ما الذي يجب أن يعرفه المستثمرون الأفراد عن “السيدة الحديدية” اليابانية ساناي تاكايتشي

 

تُلقّب ساناي تاكايتشي، التي كانت في شبابها تعزف الطبول في فرقة “هيفي ميتال”، بـ «مارغريت تاتشر اليابان» — لقب يرمز إلى صرامة سياسية وشخصية لا تعرف المساومة.

انتخابها زعيمةً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم أعطى دفعة قوية للأسواق اليابانية التي ارتفعت بنحو 40% خلال الأشهر الستة الماضية، رغم أن السندات الحكومية اليابانية تعاني من أداء ضعيف.

وريثة آبي وأجندة يمينية محافظة

تاكايتشي (64 عامًا) تُعد من المقربين لرئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، إذ انتُخبا معًا في البرلمان عام 1993، ويتشاركان نهجًا محافظًا في السياسة والاقتصاد.

وكما كان آبي، من المرجح أن تدفع تاكايتشي نحو تعزيز القدرات الدفاعية لليابان وتحمل مسؤولية أكبر في أمن المنطقة.

ويرى محللون أن هذا الاتجاه سيُرحب به دونالد ترامب، الحليف المحتمل لنظام يميني يرفع الإنفاق العسكري. وبالفعل، ارتفعت أسهم شركات الدفاع عقب فوزها، إذ تتداول شركة ميتسوبيشي إلكتريك حاليًا عند مضاعف ربح يبلغ 21 مرة، مع توقع نمو أرباحها بأكثر من 10% خلال الأعوام المقبلة بفضل العقود الدفاعية الجديدة.

الروبوتات والصناعة الذكية

تُعد اليابان رائدة عالميًا في الروبوتات وأتمتة المصانع.

بعد فترة من الركود بسبب تباطؤ الطلب من الصين، قد يؤدي تعافي الاقتصاد الصيني إلى انتعاش هذا القطاع الحيوي.

من أبرز الشركات ياسكاوا (Yaskawa)، التي تصنع روبوتات تستخدم في صناعة أشباه الموصلات.

كما تتوسع الشركات اليابانية في ابتكارات جديدة تشمل روبوتات لتعبئة الأغذية وزراعة الأرز، وأخرى تُستخدم في الخياطة الآلية.

نشاط المستثمرين المحليين والشركات “المنسية”

خلال السنوات الأخيرة، انجذب المستثمرون إلى شركات يابانية عالية الجودة بأسعار معتدلة، أو إلى شركات محلية صغيرة بأسعار منخفضة جدًا.

واجهت هذه الشركات ضغوطًا من مساهمين ناشطين يطالبون بتحسين الأرباح وتوزيع العوائد، لكن المناخ القومي الجديد قد يُقيد هذا النشاط، خصوصًا إذا اعتُبر قصير النظر أو مضرًا بالمصلحة الاقتصادية الوطنية.

ومع ذلك، بدأت العديد من الشركات اليابانية، مثل توبّان هولدنغز (Toppan Holdings)، بتبني إصلاحات ذاتية لزيادة الربحية.

فقد باعت الشركة جزءًا من حصتها في ريكرُوت هولدنغز (Recruit Holdings) لتستثمر العائدات في إنتاج أقنعة طباعة أشباه الموصلات (Photomasks) — وهي أدوات أساسية تستخدم لتصميم الدوائر على رقائق السيليكون بالليزر.

كما تطور الشركة أجهزة استشعار أرضية للمسنين تُصدر إنذارًا في حال السقوط داخل المنزل، ما يعكس تركيزًا على التكنولوجيا الموجهة للشيخوخة السكانية — أحد أكبر التحديات المستقبلية في اليابان والعالم.

هل تبقي تاكايتشي على الفائدة منخفضة؟ لا تراهن على ذلك

يتوقع البعض أن استمرار نهج آبي يعني بقاء أسعار الفائدة منخفضة. لكن الكاتب يحذر من هذا الافتراض.

فبعد عقود من الانكماش، ارتفع التضخم في اليابان فوق 2% لثلاث سنوات متتالية، فيما رفعت شركة الاتصالات NTT أسعارها لأول مرة منذ 30 عامًا.

ولأن المتقاعدين — القاعدة الانتخابية الأساسية لتاكايتشي — لن يتسامحوا مع ارتفاع تكاليف المعيشة، فقد تضطر الحكومة إلى رفع الفائدة.

يقارن إديلستن الموقف بانتخاب مارغريت تاتشر عام 1979، حين واجهت التضخم برفع معدلات الفائدة رغم الركود والبطالة.

وإذا تبنت تاكايتشي نفس النهج، فإن القطاع المالي الياباني قد يشهد صعودًا كبيرًا، إذ من المتوقع أن تستفيد البنوك مثل سوميتومو ميتسوي (SMBC) من ارتفاع الفائدة، بينما سيتعرض المصدرون لضغوط مؤقتة بسبب قوة الين.

“المرأة الحديدية” أم “الحديدية الصاعدة”؟

يختم الكاتب بالقول إن الاقتصاد الياباني بحاجة إلى إنهاء الاعتماد على السياسات النقدية الاصطناعية، معتبرًا أن رفع الفائدة سيكون خطوة صحية وإن تطلبت شجاعة سياسية كبيرة.

“إذا كانت تاتشر هي السيدة الحديدية، فقد تكون تاكايتشي هي الحديدية الجديدة — الروكر التي لا تخشى اتخاذ القرارات الصعبة.”

اقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: رهان خاسر على العولمة – وعصر المستبدين التكنولوجيين الجديد

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى