شهدت مدينة شرم الشيخ اليوم لحظة تاريخية مع توقيع اتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة، خلال قمة السلام التي جمعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وجاءت مراسم التوقيع في الجلسة الافتتاحية للقمة التي عُقدت برئاسة مشتركة بين السيسي وترامب، وسط حضور أكثر من 31 دولة ومنظمة دولية. وأكد مراقبون أن هذا الحدث يعيد الزخم للمسار السياسي في الشرق الأوسط بعد أشهر من التصعيد العسكري، ويجسد نجاح الدبلوماسية المصرية في استعادة دورها الإقليمي كجسر للحوار والتسويات.
اتفاق يضع أسس السلام ويوقف النار
تُوجت القمة بتوقيع وثيقة اتفاق غزة التي تضمنت آليات لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى القطاع. كما نصت الوثيقة على إطلاق خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، تشمل البنية التحتية والخدمات الحيوية بإشراف دولي لضمان استقرار الأوضاع ومنع تجدد القتال. وأكدت مصادر دبلوماسية أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات معقدة استمرت أسابيع بين القاهرة وواشنطن وعدة أطراف إقليمية، تم خلالها تجاوز العقبات الأمنية والسياسية للوصول إلى صيغة تضمن مصالح جميع الأطراف وتؤسس لمرحلة جديدة من السلام.
دور مصري محوري وتنسيق أمريكي فعال
أشاد القادة المشاركون بالدور المصري في جمع الأطراف المتنازعة وصياغة رؤية متوازنة لإنهاء الحرب. وأكد الرئيس السيسي في كلمته أن السلام الحقيقي يبدأ بتحقيق العدالة وإنهاء معاناة المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي لدعم تنفيذ الاتفاق بجدية. فيما وصف الرئيس ترامب التوقيع بأنه «خطوة تاريخية نحو شرق أوسط أكثر أمنًا واستقرارًا»، مؤكدًا التزام واشنطن بمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق. كما ثمّن الرئيس أردوغان وأمير قطر جهود الوساطة المصرية التي أفضت إلى هذا التحول، مؤكدين أن بلديهما سيواصلان دعم عملية إعادة الإعمار وجهود التنمية في غزة.
ترحيب دولي واسع وآمال لمرحلة جديدة
رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بالاتفاق، واعتبرته خطوة جوهرية نحو إنهاء دوامة العنف وفتح الطريق أمام سلام دائم في المنطقة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحويل الالتزامات السياسية إلى خطوات عملية تُعيد الأمل لسكان غزة الذين أنهكتهم الحرب والمجاعة. كما أشادت عواصم عربية وغربية بجهود مصر في التوصل إلى التفاهم، مؤكدة أن نجاح اتفاق شرم الشيخ سيكون اختبارًا لإرادة المجتمع الدولي في تثبيت الاستقرار وبناء مستقبل آمن وعادل لشعوب المنطقة.
اقرأ أيضاً
ترامب يصل شرم الشيخ للمشاركة في قمة السلام وسط ترقب دولي واسع
