اعتقال مذيعة شيكاغو يثير عاصفة من الجدل في أمريكا

في واقعة أثارت صدمة وغضبًا واسعًا في الأوساط الإعلامية الأمريكية، اعتُقلت ديبي بروكمان، منتجة في محطة WGN بشيكاغو، على يد عناصر من وكالة الهجرة والجمارك ICE خلال مداهمة في حي لينكولن سكوير. أظهرت مقاطع مصوّرة لحظة سقوطها أرضًا بعنف قبل تقييدها واقتيادها إلى شاحنة وسط صرخات المارة ومحاولاتهم التدخل. وسرعان ما انتشر الفيديو على نطاق واسع، لتتحول الحادثة إلى قضية رأي عام، خاصة أنها لم تكن تمارس عملها الصحفي وقتها، ما أثار تساؤلات حول ممارسات الأجهزة الفيدرالية وحدود سلطتها الميدانية.
تضارب الروايات وتصعيد قانوني
الجهات الفيدرالية زعمت في بيان رسمي أن بروكمان ألقت «أشياءً على سيارة حرس الحدود» ما استدعى اعتقالها بتهمة «الاعتداء على ضابط فيدرالي». غير أن فريق الدفاع عنها نفى تمامًا هذه الادعاءات، مؤكدين أنها كانت في طريقها إلى عملها صباح العاشر من أكتوبر ولم تُبدِ أي سلوك عدواني. ووصف محاموها ما حدث بأنه «اعتداء مروّع نفّذه عملاء فدراليون مسلحون وملثمون»، مشددين على أن ما جرى لا يمتّ للقانون بصلة، وأنهم سيسلكون جميع القنوات القضائية لمحاسبة المسؤولين.
رواية الشهود تكشف تفاصيل صادمة
بحسب الشهود ومحامي الدفاع، كانت بروكمان تسير باتجاه موقف الحافلات حين أوقفها عناصر بملابس مدنية وطرحوها أرضًا بطريقة وُصفت بـ«المهينة». وقال المحامي براد تومسون إن موكلته «تعرّضت للسحل والركل، وتم سحب سروالها حتى انكشف جزء من جسدها»، مؤكدًا أن ما حدث «يُظهر الخطر الذي قد يواجهه أي مواطن أو صحفي في مواجهة سلطات تتصرف بلا محاسبة». وأضاف أن ما شهده المارة وتوثقته الكاميرات يكشف خللًا مقلقًا في إجراءات إنفاذ القانون الفدرالي.
صمت رسمي وغضب متزايد
رغم انتشار الفيديوهات التي وثّقت الحادث بوضوح، لم تصدر وكالة الهجرة والجمارك ولا وزارة الأمن الداخلي أي رد رسمي حتى الآن. وقد أُطلِق سراح بروكمان بعد احتجاز دام نحو سبع ساعات دون توجيه تهم، فيما أكد فريق الدفاع عزمه المضي في مقاضاة السلطات الفيدرالية. وأشعلت الحادثة موجة انتقادات في الأوساط الإعلامية والحقوقية، وسط دعوات لتشديد الرقابة على سلوك الأجهزة الأمنية ومراجعة أساليب تنفيذ المداهمات. ويقول مراقبون إن ما جرى لا يمثل حادثًا فرديًا بقدر ما يعكس أزمة ثقة متنامية بين المواطنين ومؤسسات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.



