عرب وعالم

اليابان تواجه تبعات “اللعب وفق قواعد ترامب” بقيمة 550 مليار دولار

تواجه الحكومة اليابانية الجديدة اختبارًا صعبًا في التعامل مع صفقة تجارية مثيرة للجدل أبرمتها إدارة رئيس الوزراء السابق شيغيرو إيشيبا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تضمنت التزام طوكيو بضخ 550 مليار دولار في مشاريع داخل الولايات المتحدة مقابل خفض الرسوم الجمركية على صادراتها.

في يوليو الماضي

جلس المفاوض الياباني ريوسي أكازاوا أمام ترامب في البيت الأبيض بعد أشهر من المحادثات المرهقة، حيث فاجأه الرئيس الأمريكي برفع قيمة الالتزامات المالية خلال الاجتماع النهائي. أكازاوا وافق، لتُبرم الصفقة التي اعتُبرت “إنقاذًا من عقوبات أشد”.

بموجب الاتفاق

حصلت اليابان على تخفيضات في الرسوم الجمركية التي كانت مهددة بالارتفاع إلى 24%، لكنها وافقت في المقابل على إنشاء صندوق استثماري بقيمة 550 مليار دولار تموّله بالكامل، بينما يمتلك ترامب صلاحية اختيار المشاريع التي تُموَّل، على أن تراجعها طوكيو وتقرّها خلال 45 يومًا فقط.

في حال التأخير أو الرفض

يحق لواشنطن إعادة فرض الرسوم المرتفعة. بعد استرداد اليابان لأموالها، تذهب %90 من الأرباح إلى الولايات المتحدة.

الصفقة وُصفت داخل اليابان بأنها “مهينة” و”شكل من أشكال العبودية الاقتصادية”، لكنها اعتُمدت رسميًا في سبتمبر بعد توقيع ترامب أمرًا تنفيذيًا بخفض الرسوم. بعد أيام، أعلن إيشيبا استقالته، معتبرًا الصفقة “فوزًا للطرفين”.

الآن، تتولى ساناي تاكايشي رئاسة الوزراء، وهي سياسية محافظة عبّرت سابقًا عن رفضها “عدم التكافؤ” في الاتفاق، رغم أنها أكدت مؤخرًا أنها لن تسعى لإعادة التفاوض مع ترامب في الوقت الحالي.

وقد أبقت تاكايشي على أكازاوا في منصب وزير الاقتصاد، ما يشير إلى احتمال استمرار النهج “المتسامح” مع واشنطن.

في واشنطن

قال مسؤول في البيت الأبيض إن الاتفاق “غير قابل للمراجعة”، مضيفًا أن اليابان مطالَبة “بالالتزام الكامل ببنوده، بما في ذلك تمويل الصندوق الاستثماري وتوسيع وصول الصادرات الأمريكية إلى أسواقها”.

أما في طوكيو

فترى النخبة الاقتصادية أن هذا الالتزام الضخم — الذي يعادل أكثر من 10% من الناتج المحلي الياباني — يمثل عبئًا خطيرًا على اقتصاد يعاني أصلًا من الديون وتباطؤ النمو. كما يخشى مسؤولون أن تختار واشنطن مشاريع “لا تخدم مصالح اليابان الإستراتيجية”.

المحلل السياسي إيان بريمر من “Eurasia Group” وصف الاتفاق بأنه “نتاج أسلوب تفاوض ترامب القائم على الصدمة والابتزاز”، مشيرًا إلى أن على تاكايشي “إظهار صلابة محسوبة” لتجنب المزيد من التنازلات.

على الرغم من الجدل، يرى البعض أن اليابان نجحت في تجنب مواجهة تجارية كبرى مع واشنطن، إذ قال الأكاديمي إيزورو ماكيهارا من جامعة طوكيو:“الصفقة غير مثالية، لكنها حافظت على الاستقرار مع الولايات المتحدة، وأكازاوا أدّى دورًا ذكيًا في مسرح ترامب.”

بينما تستعد تاكايشي للقاء ترامب هذا الأسبوع في واشنطن

يواجه الجانبان معضلتين مترابطتين:

كيف ستموّل اليابان التزاماتها الأمريكية الضخمة، وفي الوقت نفسه تزيد إنفاقها العسكري — مطلب آخر من البيت الأبيض في ظل تصاعد التوتر مع الصين وكوريا الشمالية.

بعبارة أخرى، تجد طوكيو نفسها بين خيارين أحلاهما مرّ:الرضوخ للضغوط الأمريكية أو المخاطرة بمواجهة اقتصادية جديدة مع أقرب حلفائها

اقراء أيضاً:

تعزيز التحالف الدفاعي: كوريا الجنوبية وماليزيا تتفقان على شراكة عسكرية استراتيجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى