أوروبا مطالَبة بقول الحقيقة: حان الوقت لإدانة تدمير دونالد ترامب للديمقراطية الأمريكية

حذر الكاتب والمحلل السياسي بول تايلور في مقاله المنشور بصحيفة الجارديان من أن صمت القادة الأوروبيين تجاه ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمؤسسات الديمقراطية في بلاده لم يعد مقبولًا، مشددًا على أن ما يجري في الولايات المتحدة لا يمكن فصله عن مصير الديمقراطيات الأوروبية.
صمت أوروبي مقلق
قال تايلور إن الزعماء الأوروبيين طوال الأشهر التسعة الماضية التزموا الصمت أو مارسوا المجاملة السياسية المفرطة في تعاملهم مع ترامب، خوفًا من أن ينقلب ضد أوروبا في قضايا الأمن والدفاع. وأضاف أن هذا الصمت جعلهم يتغاضون عن تجاوزاته ضد النظام الدولي القائم على القوانين، وعن هجماته على الأمم المتحدة والتجارة الحرة واستخدامه العقوبات لأهداف سياسية.
دعوة لموقف أوروبي واضح
يشير المقال إلى أن أوروبا مطالبة اليوم بالحديث بوضوح عن تراجع الديمقراطية في أمريكا، ليس لأنها قادرة على تغيير الوضع هناك، بل لأن التهاون في مواجهة هذا الانحدار يشكل خطرًا على الديمقراطيات الأوروبية نفسها. فالتأثير الأمريكي لا يتوقف عند حدوده، كما أثبتت تجارب حركات مثل #MeToo و«الصحوة الثقافية» التي انتقلت من أمريكا إلى أوروبا.
تصاعد القمع الداخلي في الولايات المتحدة
ينتقد تايلور ما وصفه بـ«النزعة السلطوية» في إدارة ترامب، متحدثًا عن استخدام الجيش في مدن أمريكية ضد المتظاهرين، واتهام المعارضين بأنهم «إرهابيون داخليون»، فضلًا عن تسييس القضاء والعدالة وإلغاء وكالات مثل USAID التي تعنى بالمساعدات الخارجية.
مسؤولية أوروبا الأخلاقية
يرى الكاتب أن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون الحلفاء لم يعد صالحًا، خاصة بعد أن باتت إدارة ترامب والمليارديرات المقربون منه يتدخلون في السياسة الأوروبية لصالح اليمين المتطرف. واستشهد بتدخل الملياردير إيلون ماسك في الانتخابات الألمانية دعمًا لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) وفي بريطانيا لصالح متطرفين معادين للإسلام.
ما الذي يمكن لأوروبا أن تفعله؟
يقترح تايلور أن على أوروبا:
التعبير العلني عن دعمها للديمقراطية الأمريكية والمعارضين السلميين لسياسات ترامب.
توسيع التعاون مع الولايات والمدن الأمريكية التي لا تتماشى مع نهجه.
تقديم منح وفرص عمل للعلماء والباحثين الأمريكيين الذين تضرروا من تقليص التمويل العلمي في بلادهم.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الدفاع عن الديمقراطية الأوروبية يبدأ بالاعتراف بأن الخطر عليها قد يأتي من أقرب حلفائها، مضيفًا أن «ما يحدث في أمريكا لا يبقى في أمريكا»
إقرأ أيضا:
من القاهرة إلى كشمير.. نداء باكستاني للسلام وتقدير لدور مصر الإقليمي



