صحف وتقارير

أزمة عضوية الكونغرس الأمريكي: المتضررة الجديدة من الإغلاق الحكومي في أريزونا.

أزمة عضوية الكونغرس الأمريكي: المتضررة الجديدة من الإغلاق الحكومي في أريزونا.

 

دخل الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأمريكية أسبوعه الخامس، ومع تفاقم الخلافات داخل الحزب الجمهوري، يواجه رئيس مجلس النواب مايك جونسون انتقادات متزايدة بعد تأجيله أداء اليمين للنائبة المنتخبة أديلِيتا غريهالفا عن ولاية أريزونا، ما أثار جدلًا واسعًا حول حرمان الناخبين من التمثيل البرلماني.

 

أولاً: خلفية الأزمة

 

فازت أديلِيتا غريهالفا، الديمقراطية من ولاية أريزونا، في الانتخابات الخاصة التي أُجريت الشهر الماضي لخلافة والدها الراحل راؤول غريهالفا الذي توفي بالسرطان بعد أكثر من عقدين في الكونغرس.

ورغم مرور أكثر من 30 يومًا على فوزها، لم يؤدِ جونسون اليمين لها بعد، مبررًا موقفه بأن المجلس لن يستأنف جلساته إلا بعد أن “تتنازل الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ” في مفاوضات الإغلاق.

 

غريهالفا، التي وصلت إلى العاصمة واشنطن أكثر من مرة، تعمل مؤقتًا من قاعة اجتماعات لأنها لا تستطيع فتح مكتبها أو الوصول إلى بريدها الرسمي أو صرف رواتب موظفيها، كما قالت:

 

“أنا كسائحة في واشنطن، لا أملك بطاقة دخول ولا حتى القدرة على تغيير رسالة البريد الصوتي التي لا تزال بصوت والدي.”

 

ثانيًا: تصعيد قانوني غير مسبوق

 

بمساندة المدعية العامة لأريزونا كريس مايز، رفعت غريهالفا دعوى قضائية ضد مجلس النواب مطالبة بإجبار جونسون على أداء اليمين فورًا، معتبرة التأخير خرقًا للدستور وإرادة الناخبين.

مايز كتبت في بيانها:

 

“رئيس المجلس يماطل ويتلاعب بالقوانين لتبرير ما هو في جوهره حرمان سافر من حق المواطنين في التمثيل.”

 

إذا لم تؤدِ غريهالفا اليمين بحلول الأربعاء، فستصبح صاحبة أطول فترة انتظار في التاريخ الحديث للكونغرس الأمريكي، متجاوزة النائب الديمقراطي جيمي غوميز الذي انتظر 35 يومًا في عام 2017.

 

ثالثًا: تداعيات سياسية داخل الحزب الجمهوري:

 

الإغلاق الحكومي أضعف موقف جونسون، إذ أظهر استطلاع رويترز أن 50٪ من الأمريكيين يحمّلون الجمهوريين مسؤولية الإغلاق مقابل 43٪ فقط يلومون الديمقراطيين.

حتى داخل حزبه، بدأت الأصوات المعارضة تتصاعد:

 

بيث فان داين (تكساس) وصفت استراتيجية جونسون بأنها “قديمة وتحتاج لتكتيكات جديدة.”

 

كيفن كيلي (كاليفورنيا) قال إنها “خاطئة ومحرجة.”

 

مارجوري تايلور غرين اعتبرت أن “ما يحدث مجرد دراما سياسية تغلق الكونغرس عن العمل.”

 

رابعًا: خلفيات أخرى محتملة.

 

يربط بعض المراقبين بين تأخير أداء اليمين وبين قضية جيفري إبستين، إذ تعهدت غريهالفا بأنها ستوقّع — بمجرد أدائها اليمين — على الطلب الأخير اللازم لإجبار وزارة العدل على الإفراج عن كامل ملفات التحقيق الخاصة بإبستين، وهو ما يعارضه كلٌّ من جونسون والرئيس ترامب.

لكن جونسون نفى هذا الربط، مؤكدًا أن “الإفراج عن الملفات جارٍ بالفعل”، وأن التأجيل مرتبط فقط بجدول عمل المجلس.

 

خامسًا: أزمة الثقة في المؤسسات

 

يرى المراقبون أن ما يقوم به جونسون يعمّق أزمة الثقة العامة في المؤسسات الأمريكية، التي وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

ويؤكد محللون أن استمرار الإغلاق وحرمان دائرة أريزونا من تمثيلها المنتخب سيترك أثرًا سياسيًا طويل المدى داخل الكونغرس ومع الناخبين، خصوصًا أن غريهالفا حصدت نحو 70٪ من الأصوات في منطقتها.

 

خاتمة

 

قضية أديلِيتا غريهالفا تحولت من إجراء بروتوكولي بسيط إلى معركة سياسية ودستورية في قلب واشنطن، ترمز إلى حالة الشلل التي يعيشها الكونغرس الأمريكي تحت ظل الإغلاق الحكومي والانقسام الحزبي الحاد.

وبينما ينتظر ناخبو أريزونا صوتهم الغائب في مجلس النواب، يبدو أن الصراع بين الدستور والسياسة الحزبية سيمتد حتى بعد إعادة فتح الحكومة الفيدرالية

يمني العزازي

يمني محمود: صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى