علوم وتكنولوجيا

ثورة في الجراحة: روبوتات ذكاء اصطناعي تنفذ عمليات معقدة بدون تدخل بشري

الروبوتات تتعلم من مقاطع فيديو لجراحين بشريين وتنجح في 8 عمليات استئصال مرارة على أعضاء خنازير… والعلماء يطمحون لتجارب بشرية خلال عقد

 

في ما يُعتبر إنجازًا غير مسبوق في عالم الجراحة، نجح روبوت مدرّب عبر الذكاء الاصطناعي في تنفيذ عمليات استئصال المرارة على أعضاء خنازير متوفاة بدون أي تدخل بشري. ويأمل الباحثون في أن تبدأ تجارب الجراحة الآلية على البشر في غضون عقد من الزمن، مما يفتح الباب أمام عصر جديد من العمليات الجراحية المستقلة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

 روبوتات تتعلّم من أفضل الجراحين

تم تدريب النظام الآلي على مشاهدة مقاطع فيديو لجراحين بشريين أثناء تنفيذهم لعمليات على أعضاء خنازير، ومن ثم طبّق ما تعلّمه بنجاح تام في 8 عمليات متتالية. الروبوت كان مزوّدًا بأدوات دقيقة للقصّ والتثبيت والتعامل مع الأنسجة الرخوة، وتمكن من تنفيذ العملية التي تتضمن 17 خطوة، منها فصل المرارة عن الكبد ووضع ستة مشابك في ترتيب محدد، ثم إزالة العضو بالكامل — كل ذلك دون أي تدخل بشري.

اقرا أيضاً:

الوطنية تُعلن مواعيد انتخابات مجلس الشيوخ وتفتح باب الترشح رسميًا

مستقبل الطب الجراحي: روبوتات أكثر دقة وأقل تذبذبًا

رغم أن الروبوت كان أبطأ قليلًا من الجراح البشري، إلا أنه تميز بحركات أكثر سلاسة، ومسارات أقصر بين خطوة وأخرى، وقابلية لتصحيح الأخطاء أثناء التنفيذ. ووفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة Science Robotics، تمكّن الروبوت في المتوسط من تصحيح مساره ست مرات في كل عملية بدون أي مساعدة خارجية.

الدكتور أكسل كريغر، الأستاذ المساعد في جامعة جونز هوبكنز، وصف الإنجاز بـ”العلامة الفارقة”، مؤكدًا أن الجراحة الروبوتية الذاتية انتقلت من أداء مهام فردية بسيطة كخياطة الجروح، إلى تنفيذ إجراء جراحي كامل ومعقد.

 عقبات تقنية.. ولكن التقدم سريع

في إنجلترا وحدها، تُجرى نحو 70,000 عملية باستخدام الروبوت سنويًا، لكن الغالبية العظمى منها لا تزال خاضعة لتحكم بشري كامل. ويشير الخبراء إلى أن الجراحة الذاتية ما تزال تواجه تحديات كبيرة، أبرزها: التعامل مع حركة جسم المريض، تدفق الدم، الضباب الناتج عن الكيّ، أو وجود سوائل على عدسة الكاميرا أثناء الجراحة الحية.

الدكتور جون ماغراث، رئيس لجنة الجراحة الروبوتية في هيئة الخدمات الصحية البريطانية NHS، يرى أن التقنية “مبهرة” و”واعدة”، لكنها “لا تزال بعيدة عن التطبيق السريري الآمن”، خصوصًا أن التجارب الحالية أجريت على أعضاء غير حية.

 ماذا بعد؟

  1. نُهى ياسين، مسؤولة الجراحة الروبوتية في الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، شددت على ضرورة أن تكون الخطوة التالية هي “استكشاف دقيق للفروقات الدقيقة في هذا المجال سريع التطور”، محذّرة من أي قفز غير مدروس نحو التطبيق البشري قبل التأكد من السلامة والفعالية.

لكن الرؤية المستقبلية تبقى مغرية: جراح واحد يشرف على عدة عمليات ينفذها روبوت ذاتي الاستقلال، بسرعة ودقة متناهية، وبتدخل بشري شبه معدوم.

 في سطور:

روبوت ذكاء اصطناعي أجرى 8 عمليات استئصال مرارة بنجاح على أعضاء خنازير.

تم التدريب عبر مشاهدة مقاطع لجراحين بشريين.

الروبوت يتعلم ويصحح نفسه، ويطلب أدوات مختلفة حسب الحاجة.

العلماء يأملون في بدء التجارب البشرية خلال 10 سنوات.

النظام لا يزال بحاجة لاختبارات حقيقية على مرضى أحياء قبل أي تطبيق سريري.

اقرا أيضاً:

مدبولى: نسبة الحوادث فى مصر ما زالت أعلى من المتوسط العالمى رغم تطوير الطرق

 

الأء ياسين

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى