عربي وعالمي

“حوار هاتفي روسي فرنسي:مابين إتفاق منسجم بشأن إيران وفشل ذريع بشأن أوكرانيا

إتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقا فيه إلى عدة قضايا أبرزها الملف الإيراني والأوكراني.

بعد حوالي ثلاث سنوات من انقطاع الإتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قام الأخير بإجراء إتصال هاتفي استمر حوالي الساعتين تقريباً تطرقا فيه الملف النووي الإيراني والحرب في أوكرانيا .

جاء هذا الإتصال نتيجة القصف الأمريكي لمنشٱت نووية إيرانية الشهر الماضي وقد فتح هذا الإتصال الفرصة أمام كل من الكرملين وعواصم أوروبا الغربية لإعادة التواصل بينهما بعد انقطاع طويل فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية.

إنسجام جيد بشأن إيران:

توصل الطرفان إلى الإتفاق على فكرة ضرورة الحفاظ على نظام منع إنتشار الأسلحة النووية في العالم على اعتبار أنهما عضويين دائمين في مجلس الأمن

ويأتي هذا الإتفاق على خلفية الضربة الأمريكية التي نفذتها ضد المنشٱت النووية في إيران والتي فٌسرت كإعادة خلط للأوراق في الشرق الأوسط.

وقد استثمر بوتين وماكرون الموقف من أجل إعادة التموضع كلاعبين فاعليين في الملف الإيراني ولو من جوانب مختلفة.

فرنسا بين العقلانيةوإعادة الفعل في الشرق الأوسط:

ماكرون                                  

عقب تهمش الدور الفرنسي في الشرق الأوسط كان هذا الإتصال بمثابة إعادة إثبات الوجود الفرنسي على الساحة العربية ويأتي ذلك بعد التحركات الأمريكية الإسرائيلية

ولكن سعت فرنسا بالظهور كوسيط عقلاني يحافظ على مصالح الغرب دون الخوض في التصعيد المباشر.

بوتين يكسر طوق العزلة الأوربية:

في إطار محاولاته المستمرة وسعيه الدؤوب لفك عقدة العزلة التي فرضتها عليه أوربا منذ إندلاع الحرب في أوكرانيا يمثل هذا الإتصال للرئيس بوتين مكسباً حقيقياً.

وتعد هذه المكالمة أول تواصل مع زعيم أوربي كبير منذ أن تحدث مع المستشار الألماني السابق أولاف شولتس في نوفمبر الماضي.

مخاطرة حقيقية … أم تحرك دبلوماسي محسوب:

هذا الإتصال الهاتفي لا يكاد يخلو من المخاطرة السياسية ولاسيما أنه من الممكن تفسيرها على أنها محاولة لتخفيف الضغط الغربي على موسكو.

ولكن كان لباريس رؤى مختلفة إذ اعتبرت هذه الخطوة تحركاً دبلوماسياً محسوباً في عالم تتغير في التحالفات والحقائق بشكل متسارع

لا جديد حول أوكرانيا:

على الرغم من اللهجة الهادئة أثناء مناقشة الملف الإيراني إلا أن المناقشة لم تتوصل إلى أي تقدم بشأن أوكرانيا .

وقد شدد ماكرون على دعمه المستمر لوحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية معتبراً إلى أن هذا الرأي غير قابل للتفاوض

على الجانب الٱخر كرر بوتين روايته المعتادة بأن الغرب هو من أشعل فتيل الحرب .

شروط معقدة للسلام:

أكد الكرملين على أن أي تسوية سلمية لابد أن تتطرق إلى جذور النزاع مع الإشارة إلى توسع حلف الناتو في أوروبا الشرقية.

وهذا الطرح يؤكد على تمسك موسكو بمطالبها الجيوسياسية مقابل أي محاولة لوقف القتال وهذا مايشير إلى أن طريق السلام لايزال مسدوداً.

طمأنة فرنسية لزلينسكي:

سعى ماكرون إلى إجراء إتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي قبل وبعد التواصل مع روسيا في محاولة لبث الثقة والتأكيد بأن الإتصالات مع موسكو لا تعني أبداً تخلي فرنسا عن أوكرانيا.

تفاهم مشترك في الملف الإيراني:

لم تلغي العوائق الموضوعة في الملف الأوكراني أي اتفاق ن بين الطرفين بشأن إيران وهذا مايشير إلى التعاون المشترك بينهما في قضايا محدودة بعيدة عن ساحة المعركة الأوكرانية.

وقد تحدث البيان عن نية الزعيمين لمواصلة الحوار بشأن الحرب من دون تحديد مواعيد أو أي استراتيجيات واضحة.

تراجع دور ترامب في وساطة أوكرانية :

توقف الرئيس الأمريكي ترامب بإجراء أي مبادرة تخص الملف الأوكراني ويأتي ذلك بعد إتصالاته الخمس التي جرت مع بوتين منذ بداية العام ولكن دون جدوى.

ونتيجة لذلك رفض ترامب عرضاً روسياً للوساطة في الصراع الإسرئيلي الإيراني مطالباً بوتين بمعالجة حربه أولاً.

بوتين يواصل توظيف النزاعات الإقليمية:

في ظل الأحداث الأخيرة بين إيران وإسرائيل والصراع الروسي الأوكراني يسعى بوتين جاهداً لمحاولة فرض نفوذه على الساحة الدولية باعتباره كقوة لا يستهان بها .

وعلى الرغم من العقوبات الغربية لاتزال روسيا تسعى لمد نفوذها عبر التقارب مع دول محورية كفرنسا حتى لو بقي الخلاف الأوكراني مستعصياً على الحل

إقرأ أيضاً: الإيكونوميست” بريطانيا تكشف عما فعله ترامب بزيلينسكي.

مجدولين السلطي

مجدولين السلطى صحفية فلسطينية سورية متميزة، عملت في عدة مواقع إعلامية محلية ودولية. تختص بتغطية المواضيع الصحية، وتقدم محتوى هادف للمراهقين والأطفال، مع التركيز على نشر الوعي الصحي والفئات العمرية المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى