عربي وعالمي

مانشستر تستعد لاستقبال أبطالها واحه تعود إلى المدينة بعد 16 عاما من الغياب

"ثلاثة عقود من الزمن تعيد إحياء أسطورة فرقة "أواسيس" في مدينة مانشستر"

ثلاثة عقود مرّت منذ أن فجّرت فرقة “أواسيس” Oasis صورة مانشستر الشعبية المتعجرفة في الوعي الثقافي البريطاني، والآن، يعود الأخوان غالاغر إلى مدينتهما الأم. خمسة حفلات موسيقية ضخمة في حديقة هيتون، يحضرها نحو 400 ألف معجب، يعيدون الحياة لأسطورة بدأت في تسعينيات القرن الماضي وتوقفت فجأة قبل 16 عامًا.

 

في إحدى زوايا المدينة، يجلس بول غالاغر في حانة أنشأها خصيصًا لتكريم الفرقة. المكان غارق في تذكارات “أواسيس”، من صور وأسطوانات وأوشحة، وحتى اسم الحانة مأخوذ من ألبومهم الأول: “Definitely Maybe”. يقول بول، وهو بالمصادفة شقيق يُدعى غالاغر أيضًا (لكنه ليس من أفراد الفرقة):

لطالما حلمت بمكان كهذا منذ التسعينات… ولا أصدق أن أحدًا لم يسبقني للفكرة”.

 

ربما لم تكن مانشستر في السابق مدينة تميل إلى الاحتفاء المفرط بتراثها الموسيقي، بخلاف ما فعلته ليفربول مع فرقة البيتلز، لكن هذا تغير في 2025. المدينة اليوم تعيش حالة من الهوس الجماعي بـ”أواسيس”، وفي كل زاوية تجد من يبيع النوستالجيا.

 

أطلقت الفرقة مؤخرًا متجرًا مؤقتًا في حي “سبيننغفيلدز” التجاري، حيث يمكن للمعجبين شراء سترات Adidas بسعر 100 جنيه، أو التقاط صور لهم وكأنهم على غلاف أحد ألبومات الفرقة. حتى سلسلة متاجر “ألدي” القريبة من موقع الحفلات أعادت تسمية فرعها مؤقتًا ليصبح “ألديه” – محاكاة ساخرة للهجة مانشستر التي اشتهر بها نول وليام.

 

وفي الحي الصيني، تقدم مطاعم عروضًا بعنوان “قائمة أواسيس”، وتزعم أن أطباقها كانت المفضلة لدى أعضاء الفرقة، مثل الروبيان بالفلفل والملح. أما إحدى الحانات في وسط المدينة فتروج لعرض “برانش شامبانيا سوبيرنوفا” غير محدود لمدة 90 دقيقة – في إشارة إلى إحدى أشهر أغاني الفرقة.

 

الفنان المحلي مارك كينيدي، الذي زيّن جدران المدينة لعقود بصوره الفسيفسائية، رسم صورة جديدة للأخوين غالاغر على جدار الحانة. ورغم أنه كان جزءًا من المشهد الموسيقي في التسعينات، يعترف بأن جنون هذه الأيام يُشعره بالحيرة، مشبّهًا حشود المعجبين بـ”رشاشات الماء” في احتجاجات برشلونة ضد السياحة الزائدة.

 

ويضيف بسخرية: “لكن مانشستر تعرف كيف تحوّل أي فرصة إلى مال”.

حتى كينيدي، الذي لن يحضر الحفلات، يقرّ: “سعيد لأن الناس هيكسبوا من وراها… والفلوس هتنزل في الشوارع”.

 

أواسيس، التي شكّلت صوت جيل التسعينات بأغانيها الصاخبة وشخصيتها المتمردة، تعود إلى مدينة تغيّرت تمامًا. نول وليام نشأوا في مانشستر القديمة، المدينة الصناعية القاسية، التي أصبحت اليوم ناطحات سحاب وشركات كبرى ووجهة ثقافية عالمية تتقن الترويج لنفسها كما تفعل ليفربول تمامًا.

 

أما بالنسبة للكاتبة، فإن العودة إلى عالم أواسيس كانت بمثابة استرجاع لطفولتها، حين كانت تشتري ألبوماتهم من محلات “وولوورث” وتحصل على نسخ مجانية عبر نادي “بريتانيا ميوزيك”.

واليوم، بعد أن رحلت تلك المؤسسات من الذاكرة ومن الشارع، بقيت أواسيس، بما تمثله من عنفوان وانتماء، أحد رموز الهوية التي لا تزال حية في شوارع مانشستر.

أقرأ أيضا

فاجعه سنترال رمسيس تهز قطاع الاتصالات.. شهداء ومصابون في حادث اليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى