مرأة ومنوعات

القبلة التي غيّرت كل شيء.

من صداقة في صالة الألعاب إلى حب أبدي: ماريا تكتشف أن شريك حياتها كان أمامها منذ البداية.

لقاء عابر في الطين، في عام 2015، خلال سباق حواجز مليء بالتحديات في جنوب غرب سيدني، التقت ماريا رينولدز، البالغة من العمر 21 عاماً، بشاب اسمه “مو”. رغم حضوره اللافت، لم تترك المقابلة الأولى أي أثر خاص في قلبها. اختفى مو عن حياتها بعد ذلك، ولم يظهر مجدداً إلا عبر تطبيق مواعدة بعد عام.

دعوة مرفوضة… وبداية صداقة غير متوقعة

تواصل الاثنان مجدداً وتلقى مو الحماسة، فدعا ماريا لتسلق الصخور، لكنها ترددت ورفضت. بعد فترة، أصبح عضواً في نفس النادي الرياضي الذي كانت ترتاده. ومن هنا، بدأت صداقة يومية تنمو تدريجياً: تدريبات، جري، أحاديث عميقة. لم تكن هناك مشاعر واضحة، فقط رابط روحي عميق.

 

انفتاح في لحظة ضعف

في إحدى ليالي الخريف، كانت ماريا تمر بظروف عاطفية صعبة بسبب علاقتها المتعثرة مع شريكها السابق. اختارت أن تبوح بما في قلبها لمو، في مطعم هندي هادئ بمدينة ليفربول. كان مستمعاً جيداً، صبوراً، حنوناً. شعرت معه بأمان لم تشعر به من قبل. في تلك اللحظة، بدأت نظرتها إليه تتغيّر.

 

كل شيء يصرخ “حب”… وهي لا تصدق

حتى بعد الانفصال، استمرت ماريا في التعامل مع مو كصديق. كانا يتدربان معاً، يتشاركان الوجبات، بل وامتلكا كلبين من نفس السلالة. الأصدقاء لاحظوا ما بينهما، لكن ماريا ظلت تردد بثقة: “نحن مجرد أصدقاء”. كان قلبها يعرف، لكن عقلها يرفض الاعتراف.

 

نظرة… ثم دعوة عشاء مختلفة

في أكتوبر 2017، دعاها مو إلى عشاء، لكن هذه المرة بنبرة لم تعهدها من قبل. كان صوته يحمل شيئاً خاصاً. رفضت في البداية، ثم وافقت لاحقاً. جلسا في مطعم فيتنامي بملابس الرياضة، ومع اقتراب نهاية العشاء، بدأت ملامح قصة حب تتضح بهدوء.

 

قبلة غيرت المصير

عند مغادرتهما المطعم، لم تستطع ماريا النظر في عينيه. وعندما همّت بالمغادرة، أمسكها مو برفق وجذبها إليه. قبلة واحدة كانت كافية لتُفهم كل شيء. “كانت آخر قبلة أولى”، كما تصفها ماريا. لم تكن هناك حاجة إلى كلمات، لأن القلوب تحدثت بدلاً منها.

 

من الحب إلى العائلة

بعد أسابيع، كانت ماريا متأكدة من أنها ستتزوجه. رُزقا بابنهما الأول بعد عام، ورغم معاناتها من اكتئاب ما بعد الولادة، كان مو حاضراً بقوة. دعَمها في صمت، بوجوده الثابت، وبحب غير مشروط.

 

زفاف عند أولورو وحياة جديدة في “يونغ”

في عام 2020، أقاما زفافاً بسيطاً عند صخرة أولورو المقدسة، أحد أبرز رموز أستراليا. ثم انتقلوا في 2022 إلى بلدة “يونغ”، بلدة الكرز الهادئة، برفقة طفلهما وكلبيهما بانجو ونينا. واليوم، تتذكر ماريا تلك القبلة الأولى وتبتسم، لأنها كشفت لها أن الحب كان دائماً هناك… فقط كانت بحاجة لأن تراه.

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى