بدأت مدينة شنتشن، الواقعة في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، مؤخرًا تشييد أول مصنع في البلاد مخصص لإنتاج الحواسيب الكمومية الفوتونية، في خطوة جديدة تُعزز مكانة الصين في سباق التكنولوجيا المتقدمة عالميًا.

قدرة إنتاجية واعدة في الحوسبة الكمومية

وبحسب ما أكده مكتب الابتكار العلمي والتكنولوجي في منطقة نانشان بمدينة شنتشن، فإن المصنع الجديد يُعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، ومن المتوقع أن ينتج عشرات الحواسيب الكمومية الفوتونية سنويًا عند اكتماله. وتمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في قدرات الصين الصناعية بمجال الحوسبة الكمومية، خاصة من حيث التصنيع التجاري للأجهزة المعقدة.

يُتوقع أن تُسهم هذه القدرة الإنتاجية في تقليص الفجوة العالمية بين الصين والدول الرائدة في هذا المجال، مثل الولايات المتحدة وكندا، ودفع عجلة الابتكار المحلي في التطبيقات الكمومية.

شركة QBoson تتولى التنفيذ

ستتولى تنفيذ هذا المشروع شركة QBoson، وهي شركة صينية ناشئة تُعتبر من الجهات الرائدة في مجال الحوسبة الكمومية الفوتونية داخل الصين. وقد اكتسبت الشركة سمعة متقدمة بفضل تركيزها على تطوير أنظمة كمومية قابلة للتوسّع، بالاعتماد على الفوتونات كوسط للحوسبة.

تُعد QBoson من أبرز اللاعبين في السوق الصيني الناشئ للحوسبة الكمومية، وسبق أن قدّمت نماذج أولية عالية الكفاءة لأنظمة فوتونية كمومية، مما يؤهلها لقيادة هذا التحوّل الصناعي الكبير.

ما هي الحوسبة الكمومية الفوتونية؟

في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الصينية، أوضح وين، وهو أحد خبراء الشركة، أن “الحوسبة الكمومية الفوتونية هي تقنية تستغل الخصائص الكمومية للضوء في الحوسبة”، مؤكدًا أنها تُمثل أحد أكثر التوجّهات الواعدة ضمن فروع الحوسبة الكمومية.

تعتمد هذه التقنية على استخدام الفوتونات — وهي الجسيمات الأولية للضوء — كوسائط لحمل ومعالجة المعلومات الكمومية، مما يجعلها أكثر كفاءة في بعض الحسابات المتخصصة مقارنة بالأنواع الأخرى من الحوسبة الكمومية.

تطبيقات مستقبلية واعدة

الحواسيب الكمومية الفوتونية تُستخدم في مجموعة واسعة من التطبيقات، من بينها محاكاة الجزيئات الكيميائية المعقدة، تحسينات الذكاء الاصطناعي، الخوارزميات المالية، وأيضًا أمن المعلومات الكمومي. وتشير التوقعات إلى أن المصنع الجديد في شنتشن سيسرّع من عملية الانتقال من التجريب المعملي إلى الإنتاج التجاري.

خطوة جديدة نحو الريادة التكنولوجية

يمثّل هذا المشروع الجديد جزءًا من الجهود الوطنية الصينية لتعزيز حضورها في تقنيات الجيل القادم، وعلى رأسها الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي. كما ينسجم مع الخطط الاستراتيجية لتعزيز الابتكار التكنولوجي في منطقة خليج قوانغدونغ – هونغ كونغ – ماكاو الكبرى.

مستقبل واعد للصين في السباق الكمومي

مع دخولها مرحلة الإنتاج الكمومي الفوتوني على نطاق صناعي، تقترب الصين من مرحلة جديدة في سباق الحوسبة الكمومية العالمي. وقد يُمهّد هذا المصنع الطريق لتوسيع البنية التحتية للابتكار في البلاد، ويعزز مكانتها كمركز عالمي للتقنيات المتقدمة خلال العقد القادم.

اقرأ أيضاً:

إسرائيل تنفذ عملية إنزال في ريف دمشق وتصفها بـ”الضرورية لأمنها”