
أفاد مصدر في الجيش الإسرائيلي لصحيفة “ذا صن” أن القوات الإسرائيلية تعمل منذ عدة أشهر على إعداد الأجواء لشن ضربة ضخمة ضد إيران.
ووفقاً للمصادر السياسية الإسرائيلية، يُعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدًا يجب التعامل معه بشكل حاسم منذ وقت طويل، لكنه أصبح الآن أمرًا أكثر إلحاحًا بسبب التقدم الملحوظ في القدرات النووية لإيران.
ويعتقد العديد من الخبراء في القدس أن الولايات المتحدة وإسرائيل مستعدتان الآن لضرب إيران بهدف القضاء بشكل نهائي على التهديد الذي تشكله قدرات إيران النووية.
وفي تصريحات حادة، قال سياسي إسرائيلي رفيع إن “إيران أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى إلى تطوير الأسلحة النووية”. وأضاف أن “الوقت قد حان للرد على الطموحات النووية التي كان يمثلها النظام الإيراني بقيادة آية الله علي خامنئي”.
ورغم التوترات التي تشهدها المنطقة، خاصة مع إيران التي تُعتبر داعمًا رئيسيًا للعديد من الجماعات المسلحة مثل حماس وحزب الله في لبنان، فإن هناك اتفاقًا متزايدًا على أن التهديد النووي الإيراني يجب أن يُعالج بشكل حاسم لتجنب تدمير استقرار المنطقة.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، كانت قد هددت في وقت سابق باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا استمر برنامجها النووي دون التوصل إلى اتفاق.
وفي سياق هذا التهديد، حشدت الولايات المتحدة أسطولًا من القاذفات الاستراتيجية من طراز B-2 للتأكد من استعدادها في حالة اتخاذ قرار بتوجيه ضربات جوية ضد إيران.
وقد بدأت إسرائيل بالفعل في تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع إيرانية متعددة، بما في ذلك في سوريا والعراق، مستهدفةً بذلك أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تشكل عائقًا أمام القيام بعمليات عسكرية أكبر.
وأكدت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن هذه الضربات نجحت في تقليل تهديد إيران ووكلائها بشكل كبير.
وتسعى إسرائيل إلى تعزيز موقفها العسكري من خلال سلسلة من الهجمات الجوية المدروسة والتي قد تمهد الطريق لشن ضربة مباشرة على المواقع النووية الإيرانية. ورغم أن هذه الهجمات قد تتسبب في تصعيد حاد للصراع في المنطقة، إلا أن السلطات الإسرائيلية تعتبرها الخيار الأمثل لضمان عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية.
وفي ظل تصاعد التوترات، يحذر المسؤولون الإسرائيليون من أن إيران ليست مجرد تهديد لإسرائيل فقط، بل تهدد أيضًا استقرار المنطقة والعالم بأسره.
وفي تصريحات لعضو الكنيست الإسرائيلي شيلي طال ميرون، أكدت أن “إيران تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل”، مشددةً على أنه “لا يمكننا السماح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية”.
وختمت المصادر بأن العالم يجب أن يتحرك بسرعة لضمان ضبط النفس في التعامل مع إيران قبل أن تتصاعد الأمور إلى نقطة اللاعودة. وتعتقد إسرائيل أن اللحظة الحالية، مع وجود ترامب في البيت الأبيض، هي الأنسب للتحرك ضد إيران، معتبرةً أن هذه الفرصة قد لا تتكرر.
قاعدة دييغو غارسيا
وتعتبر قاعدة دييغو غارسيا، التي تقع جنوب الهند، قريبة من مواقع حساسة في منطقة الشرق الأوسط، مثل إيران واليمن. هذه القاذفات تثير العديد من التساؤلات حول التصعيد العسكري المحتمل في المنطقة، خصوصًا مع التوترات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج طهران النووي المتسارع.
وتعد طائرة بي-2 واحدة من أداة الردع الأمريكية الحاسمة في المنطقة، لاسيما في حالة الهجوم على المواقع النووية الإيرانية تحت الأرض. يُذكر أن الطائرات الست في دييغو غارسيا تمثل ثلث إجمالي عدد طائرات بي-2 في الأسطول الأمريكي.
منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، استخدمت الولايات المتحدة طائرات بي-2 في مهام قتالية ضد الحوثيين في اليمن، وهو ما يعكس مدى استخدام هذه الطائرات في سياقات متعددة في المنطقة. كما أن الطائرات من طراز بي-2 تمتلك قدرات لوجستية متقدمة، مثل الطيران لمسافة تزيد على 11,000 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود.
العدد الإجمالي لطائرات بي-2 في أسطول القوات الجوية الأمريكية يصل إلى 19 طائرة، ويمتاز هذا النوع من القاذفات بقدرته على حمل قنابل ضخمة مثل “القنبلة القوية المخترقة” GBU-57، التي يصل وزنها إلى 12,300 كيلوغرام، وهي قادرة على ضرب المواقع العسكرية تحت الأرض، مثل المنشآت النووية الإيرانية.
وتُعد طائرات بي-2 قادرة على الطيران على ارتفاعات تصل إلى 15,240 مترًا، وهو ما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات استراتيجية دقيقة في بيئات معقدة مثل تلك التي تشهدها المنطقة حاليًا.
في ظل هذا التصعيد، تزداد أهمية هذه الطائرات في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
ختامًا، إن نشر هذه الطائرات في دييغو غارسيا يشير إلى استمرار استعداد الولايات المتحدة لمواجهة التحديات العسكرية في المنطقة، ويضع الضوء على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه طائرات بي-2 في التصدي للتهديدات المتصاعدة، سواء من الحوثيين أو من إيران.