علوم وتكنولوجيا

ثورة جديدة في التصميم: Apple وAirbnb يتجهان نحو الواقعية الرقمية وينهيان حقبة التصميم المسطح

لماذا تتخلى الشركات التقنية عن التصميم المسطح؟

في تحول جمالي وتكنولوجي لافت، بدأت كبريات شركات التكنولوجيا مثل Apple وAirbnb بالتخلي عن فلسفة “التصميم المسطح”. التي هيمنت على واجهات المستخدم الرقمية لعقد من الزمن، لصالح أسلوب أكثر بُعدًا وعمقًا يُعيدنا إلى محاكاة الواقع.

 

من رمزية الورق إلى حركة البالون: Airbnb تُعيد الحياة للأيقونات. 

في تحديثه الجديد، كشف تطبيق Airbnb عن واجهة مستخدم نابضة بالحياة.  مزودة بأيقونات متحركة ثلاثية الأبعاد تحاكي العالم المادي: باب منزل يُفتح بضغطة، جرس استقبال يهتز، وبالون هوائي يقفز في الشاشة.

<p>ليست هذه مجرد زخرفة، بل تعبير عن توجه فلسفي جديد يرى أن البشر يحتاجون إلى تصميم ملموس يشبه الحياة في مواجهة رقمنة باردة أصبحت شديدة التجريد.

جوني آيف… الأب الروحي للتصميم المسطح يغيّر موقفه

<p>المفارقة اللافتة أن هذه العودة يقودها. أو على الأقل يدعمها – أحد أبرز معارضيها سابقًا: جوني آيف، أسطورة التصميم في Apple وأحد مهندسي بساطة واجهة iOS. في 2013. آيف، الذي انضم لاحقًا كمستشار لـAirbnb، لم يعارض الاتجاه الجديد بل شجّعه، ما مثّل مفاجأة لرئيس Airbnb براين تشيسكي.

 

Apple تتبنّى “Liquid Glass”: واقع رقمي سائل

<p>في مؤتمرها للمطورين هذا العام، أعلنت Apple عن تحول جذري في لغة التصميم الخاصة بها. عبر تقديم ما وصفته بـ**”الزجاج السائل”** –. عناصر واجهة شفافة تتفاعل مع الإضاءة والحركة وتُشبه قطرات الندى أو الجِل المتحول. لا تُعد هذه العودة كاملة إلى السكيو-مورفيزم الكلاسيكي. لكنها محاولة لإضفاء بعد مادي عضوي على العالم الرقمي.

من “الحد الأدنى” إلى “الحنين”: لماذا نُحب التصاميم المحاكية؟

<p>ظهر التصميم المسطح كرد على مبالغات التسعينيات. حين كانت واجهات الكمبيوتر تبدو وكأنها متاحف للتشبيهات البصرية – دفاتر جلدية. مفكرات، طاولات خشبية. جاء آيف ومهندسو مايكروسوفت بفلسفة “تقليلية”. مستوحاة من باوهاوس: لا حاجة لتزيين غير ضروري، فقط وظائف واضحة وخطوط نظيفة.

 

لكن مع الوقت، تحوّل التصميم المسطح إلى روتين بصري مُمل، وأصبح كل تطبيق وكل موقع يشبه الآخر. يقول تشيسكي: “كان علينا إعادة شيء من الإنسان إلى التصميم”. هذا الحنين للعناصر الواقعية. حتى ولو مُجرد أيقونة ثلاثية الأبعاد لطبق مكرونة. يعيد الدفء والعاطفة إلى الواجهة الباردة.

التصميم كتجربة حسية… وليس شكلًا فقط

ويعتبر مصممو التطبيقات الجديدة – من Airbnb إلى Not Boring – لا يسعون فقط لإبهار العين. بل لخلق تجربة تُشبه لمس الأزرار أو قلب.

فمثلا شركات مثل LG وتطبيق Taobao الصيني سبقت بالفعل في هذا المضمار، حيث تعرض الغسالة أو المنتج برسوم ثلاثية الأبعاد تُحاكي الحركة الفعلية.

الذكاء الاصطناعي وتعزيز “الافتراضية الجميلة”. 

يعتبر أحد العوامل التي تُسرّع عودة هذا النمط هو انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي والفن التوليدي. ما يجعل العالم الرقمي أكثر جاذبية ومون.

كما لم تعد “الواقعية الرقمية” تُشعرنا بالتوتر (كما في تأثير الوادي الغريب).بل أصبحت مألوفة ومُريحة بفضل تقنيات مثل الواقع المعزز وAR.

 

بين Apple وOpenAI: جوني آيف يُشكّل مستقبل الحوسبة الملموسة. 

من المتوقع أن يلعب آيف دورًا محوريًا في ما هو قادم. خصوصًا بعد توقيع شركته LoveFrom عقدًا مع OpenAI لتصميم أجهزة مادية تعتمد على ChatGPT.

هذا التعاون قد يكون الخطوة التالية في “تجسيد الذكاء الاصطناعي”. وتحويله من واجهة نصية باردة إلى منتج يملك ملمسًا ووجودًا بصريًا جذابًا.

 

هل يعود التصميم السكيو-مورفي مجددًا ليحكم؟

الإجابة قد لا تكون نعم مطلقة. بل يبدو أننا في عصر الدمج بين البساطة واللمسة الحسية.

حيث أن التصميم اليوم لا يهدف فقط إلى التبسيط أو الزينة، بل إلى خلق تجربة وجدانية رقمية – تُشبه النقر على جرس فندق. أو مشاهدة وعاء المعكرونة وهو يتوهج ببهارات افتراضية.

 

وفي هذا السياق فإن في عصر تهيمن فيه الشاشات على “كل لحظة من حياتنا”، كما قال أحد المصممين، فإن إعادة الإنسان إلى التصميم ليست ترفًا. بل ضرورة نفسية.

أقرأ ايضا

هل تعود تركيا إلى نادي المقاتلات الشبحية F-35؟ صفقة محتملة مع ترامب تفتح الباب مجددًا

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى