تسببت القرارات الجمركية الأخيرة الصادرة عن المفوضية الأوروبية في حالة من الذعر داخل قطاع صناعة السيارات الأوروبي، بعد إعلان خطط لرفع الرسوم الجمركية على الصلب وخفض حصص الاستيراد بشكل كبير.

ويُعد الصلب مكونًا أساسيًا في صناعة السيارات، ما يجعل هذه الإجراءات تهديدًا مباشرًا لتكاليف الإنتاج وهوامش الأرباح في كبرى الشركات المصنعة.

خفض الحصص ومضاعفة الرسوم على الواردات

أعلنت المفوضية أنها تسعى إلى خفض الحصص المخصصة للواردات المعفاة من الرسوم الجمركية إلى 18.3 مليون طن سنويًا، بانخفاض يقارب 47% مقارنة بحصص عام 2024.

كما تضمن المقترح مضاعفة الرسوم الجمركية إلى 50% على أي واردات صلب تتجاوز هذه الحصة، بهدف “توفير حماية قوية ودائمة” لصناعة الصلب الأوروبية.

BMW تسجل أكبر خسارة يومية منذ عام

كانت BMW من بين الشركات الأكثر تضررًا، حيث تراجعت أسهمها بنحو 6.5% يوم الأربعاء، لتسجل أسوأ يوم تداول لها منذ سبتمبر من العام الماضي.

وأصدرت الشركة تحذيرًا جديدًا بشأن الأرباح، مشيرةً إلى تباطؤ النمو في الصين، بالإضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المستمرة على واردات السيارات.

تأثير واسع على قطاع السيارات الأوروبي

لم يقتصر التراجع على BMW، فقد انخفضت أسهم “مرسيدس بنز” و”بورشه” و”فولكس فاغن” بأكثر من 1% لكل منها. كما شهدت شركات سيارات خارج ألمانيا تراجعًا مشابهًا، حيث تراجعت أسهم “رينو” الفرنسية بنسبة 2.3%، و**”ستيلانتس” المدرجة في ميلانو بنسبة 0.7%**.

أزمة متصاعدة بين الحماية الصناعية والتكلفة الإنتاجية

يثير هذا القرار الأوروبي جدلاً واسعًا بين الرغبة في حماية الصناعات المحلية مثل الصلب، وبين تأثير تلك الحماية على الصناعات المرتبطة به مثل صناعة السيارات.

ومع ازدياد الضغوط التضخمية عالميًا، فإن ارتفاع تكلفة المواد الخام قد يؤدي إلى تباطؤ أكبر في الإنتاج، وربما رفع أسعار السيارات في الأسواق الأوروبية والعالمية خلال الأشهر المقبلة.

اقرأ أيضاً:

طفرة تصدير الغاز المسال وزيادة استهلاك مراكز البيانات تخلق اختناقات في الإمدادات