تقارير التسلح

تايوان تخطط لشراء 100 ألف مسيّرة لتعزيز الردع وحماية البنية التحتية

صفقة ضخمة تشمل 5 فئات من الطائرات المسيّرة وإنتاج يمتد حتى 2030

في خطوة تُعدّ من بين أضخم مشاريع التسلّح في تاريخها الحديث، أعلنت تايوان أنها تخطط لاقتناء أكثر من 100 ألف طائرة بدون طيار، ضمن خطة طموحة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتوزيع أسطولها من الطائرات المسيّرة على مستوى البلاد. هذه المبادرة، التي تجمع بين الدفاع المدني والعسكري، ستشكل قفزة نوعية في البنية الدفاعية لتايوان وتمنح دفعة قوية لصناعاتها الدفاعية المحلية.

50 ألف طائرة جديدة تضاف إلى صفقة قائمة

الخطوة الجديدة تتضمن شراء 50 ألف طائرة إضافية، تضاف إلى صفقة سابقة وقّعتها وزارة الدفاع التايوانية لشراء نحو 48,750 طائرة تنتمي إلى خمس فئات مختلفة تشمل الطائرات الهجومية، والمراقبة الدقيقة، والطائرات متوسطة المدى. وبهذا، يرتفع إجمالي الطائرات المستهدفة إلى أكثر من 100,000 طائرة مسيّرة، سيتم إنتاجها على مدار السنوات الخمس المقبلة، في ما يمثل استنزافًا تامًا لقدرات الإنتاج المحلي.

حماية المنشآت الحيوية وتعزيز الردع

جاء الإعلان خلال ندوة عسكرية في 29 يوليو نظمها مكتب الفضاء الجوي التابع للسلطة التنفيذية ومكتب التسلح، حيث أوضح المسؤولون أن الصفقة تهدف إلى تعزيز قدرة البلاد على الصمود في وجه التهديدات، إلى جانب دعم المهام المدنية والدفاعية كحماية منشآت الطاقة والنقل. وتعكس الخطة تحولًا استراتيجيًا نحو تكامل الأنظمة المسيّرة ضمن بنية “الدفاع الكلي” لتايوان.

ميزانية ضخمة وازدهار في قطاع الصناعات الدفاعية

ميزانية المشتريات العسكرية فقط مرشحة لتجاوز 50 مليار دولار تايواني جديد، ما يعادل أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي. في المقابل، تسابق الشركات المصنعة التايوانية الزمن للاستجابة للطلب المتصاعد، وعلى رأسها شركة Thunder Tiger Technologies التي أعلنت استعدادها للمنافسة على كافة الفئات الخمس، بالإضافة إلى الطلب الإضافي الكبير.

توسع صناعي وطموح نحو الأسواق العالمية

أما شركة Century Minsheng، فأعلنت عن توسيع خطوط الإنتاج مع التركيز على الأسواق العالمية، بما فيها أوروبا والولايات المتحدة، في إشارة إلى طموحات تايوان لتكون فاعلًا دوليًا في سوق المسيّرات الدفاعيه.

تصاعد التوترات الجيوسياسية يغذي الطلب على المسيّرات

بحسب محللين من داخل القطاع، فإن الطلب الضخم على الطائرات المسيّرة في تايوان لا ينفصل عن تزايد التوترات الإقليمية والدولية، وهو ما يجعل من المشروع لحظة تحول في سلاسل التوريد العالمية لأنظمة الطيران ذاتية التشغيل. يُتوقع أن تُزود بعض الطائرات القادمة بقدرات متقدمة تشمل التحكم الذاتي، الاتصالات المشفّرة، والعمل الجماعي المتناغم في التضاريس الجبلية والحضرية.

عقود متعددة لتسريع الإنتاج وتقليل المخاطر

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها ستتبع نموذج التعاقد متعدد الموردين، بحيث يتم تقسيم الطلبيات على أكثر من شركة لزيادة السرعة وضمان تنوع الموردين وتقليل المخاطر. أكثر من 400 ممثل عن شركات متخصصة في الإلكترونيات والاتصالات والمواد المركبة حضروا الندوة التي عُقدت في مصنع “نانغانغ”، ما يعكس الاهتمام الكبير بمتطلبات البرنامج ومواصفاته التقنية.

جدول إنتاج ممتد حتى عام 2030

إذا تم تنفيذ الصفقتين كما هو مخطط، فإن مصانع الطائرات بدون طيار التايوانية ستكون مشغولة بالكامل حتى عام 2030، وهو ما يُعدّ مؤشرًا قويًا على رغبة تايوان في بناء درع تكنولوجي داخلي يعزز استقلالها العسكري ويزيد من قدرتها على الصمود أمام أي هجوم محتمل.

اقرا ايضا:

ترامب يعاقب سويسرا برسوم جمركية وسط احتفالها الوطني وتفوقها التجاري

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى