إضراب مرتقب لآلاف من عمال قطاع الدفاع في بوينغ يهدد تعافي الشركة
بوينغ تواجه أزمة إضراب عمالها: تأثيرات محتملة على إنتاج الدفاع

تواجه شركة بوينغ أزمة جديدة تهدد خططها لإعادة الهيكلة، بعد أن أعلن آلاف من عمال قطاع الدفاع بالشركة في ولاية ميزوري نيتهم بدء إضراب شامل منتصف ليل الإثنين، عقب رفضهم أحدث عرض تعاقدي من الإدارة. هذه الخطوة تأتي في وقت تسعى فيه بوينغ لتعزيز مكانتها في سوق الصناعات الدفاعية بعد سنوات من الخسائر الناتجة عن تجاوز التكاليف وتأخر التسليمات في برامج رئيسية، بما في ذلك طائرات الرئاسة الأمريكية الجديدة. ورغم أن الشركة حققت تحسنًا ملموسًا في أدائها المالي خلال الربع الثاني من العام، إلا أن الإضراب يهدد بعرقلة هذا الزخم، خاصة أنه يمس خطوط إنتاج أسلحة استراتيجية تشمل المقاتلات F-15 وF/A-18 وأنظمة تسليح أخرى. وتأتي هذه التطورات في ظل ضغوط أكبر على بوينغ، التي ما زالت تعاني من تبعات أزمات السلامة والجودة في قطاع الطيران التجاري.
رفض العرض التعاقدي وتصاعد المطالب
نحو 3,200 عامل من أعضاء الاتحاد الدولي لعمال الميكانيكا والفضاء (IAM) في منشآت بوينغ الدفاعية بمدينة سانت لويس، صوّتوا ضد عرض الشركة الأخير، وهو عقد يمتد لأربع سنوات ويتضمن زيادة في الأجور بمتوسط 40%. ورغم أن العرض شمل حل الخلافات بشأن جداول العمل البديلة، إلا أن قيادة النقابة أكدت أن العمال يطالبون باتفاق يحافظ على أمنهم المعيشي ويعترف بخبرتهم الفنية الفريدة. سام تشيتشينيللي، نائب رئيس الاتحاد في منطقة الغرب الأوسط، قال إن هؤلاء العمال “يصنعون أنظمة الدفاع التي تحافظ على أمن البلاد”، وإنهم يستحقون “عقدًا يليق بمساهماتهم”.
أهمية قطاع الدفاع في استراتيجية بوينغ
قطاع الدفاع في بوينغ يضم أكثر من 19 ألف موظف، ويمثل نحو 29% من إيرادات الشركة في الربع الثاني، ما يعكس أهميته الاستراتيجية للشركة. هذا القطاع شهد تحسنًا ملحوظًا، إذ انتقل من خسائر تشغيلية بلغت 913 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي إلى أرباح تشغيلية قدرها 110 ملايين دولار في الربع الحالي. كما فاز في مارس الماضي بعقد لتطوير الجيل الجديد من المقاتلات F-47 لصالح الجيش الأمريكي. ورغم ذلك، يظل القطاع مثقلًا بتحديات مرتبطة بالعقود ذات الأسعار الثابتة وتجاوز التكاليف، إضافة إلى تأخيرات متكررة في تسليم المشروعات.
تداعيات محتملة محدودة مقارنة بإضراب 2024
بوينغ قللت من شأن تأثير الإضراب الجديد، مشيرة إلى أنه أصغر بكثير من إضراب 2024 الذي استمر شهرين في مصانع واشنطن وشارك فيه 33 ألف عامل، ما تسبب في خسائر بمليارات الدولارات وأوقف إنتاج طائرة 737 ماكس. دان جيليان، نائب رئيس قسم التفوق الجوي في الشركة، أكد أن لدى بوينغ خطة طوارئ تتيح استمرار العمل عبر فرق غير مضربة. كما أشار الرئيس التنفيذي، كيلي أورتبرغ، إلى أن الشركة قادرة على “التعامل مع الموقف” وأن الإضراب لن يعرقل هدفها بتحقيق هوامش ربحية مرتفعة في قطاع الدفاع.